إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : الجماعة الإسلامية في مصر

حينما أقدم خالد الإسلامبولي، في 6 أكتوبر 1981،على قتل الرئيس المصري السابق أنور السادات، لم يكن هذا الضابط في الجيش المصري معروفا، باعتباره أحد أبرز أعضاء الجماعة الإسلامية المصرية، ولكن عملية اغتيال السادات، في ذكرى تخليد انتصار مصر في حربها ضد إسرائيل، جعلت التاريخ يدون اسمه باعتباره عضوا في منظمة متشددة تعتمد العنف لا الحوار ، وسيلة لفرض توجهاتها وأفكارها المتطرفة. ونشأت الجماعة الإسلامية في مصر في بداية السبعينات من القرن الماضي، هدفها الدعوة إلى الجهاد، وإقامة "الدولة الإسلامية"، وتحكيم الشريعة الإسلامية. وظفت الجماعة العنف وسيلة لمواجهة رموز السلطة والأمن في مصر طيلة فترة الثمانينات وفترات متقطعة من التسعينات، غير أن القساوة التي ووجهت بها من قبل السلطات الأمنية المصرية التي كانت عازمة على اجتثاث الإرهاب، أضعفت القدرات القتالية والتنظيمية للجماعة التي تلقت ضربات متتالية جعلتها تتراجع إلى الخلف، ولم يعد لها شأن في قائمة التنظيمات الإرهابية. وتشكلت النواة الأولى للجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية، تحت تأثير فكر أقطاب الإخوان المسلمين، وهو ما يفسر انضمام عناصرها إلى الإخوان، بعد إطلاق سراحهم من السجون، في عهد الرئيس أنور السادات، وكان صمنهم عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان، وبقي الإخوان المسلمون يحملون اسم الجماعة الإسلامية إلى غاية أواسط الثمانينات، إذ تنازلوا عن الاسم، بعد عدد من عمليات العنف والقتل التي مارستها الجماعة الإسلامية.تأسست الجماعة الإسلامية على شكل جمعيات دعوية تضطلع بمهام نشر الدين الإسلامي في الوسط الطلابي، والقيام ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية في محيط الطلاب. اتسعت قاعدتها، فاجتمع بعض من القائمين على هذا النشاط، واتخذوا اسم "الجماعة الإسلامية"، ووضعوا لها بناء تنظيميًّا، يبدأ من داخل كل كلية، من حيث وجود مجلس للشورى على رأسه "أمير"، وينتهي بـ"مجلس شورى الجامعات"، وعلى رأسه "الأمير العام" للجماعة الإسلامية".تبنت الجماعة العديد من المواقف السياسية، برزت في موقفها من معاهدة كامب ديفيد، وزيارة الشاه وبعض وزراء إسرائيل لمصر، فأقامت المؤتمرات والمسيرات ووزعت المنشورات خارج أسوار الجامعة للتنديد بذلك، والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى تدخل الحكومة في سياسات الاتحادات الطلابية، فأصدرت لائحة جديدة لاتحادات الطلاب تعرف بلائحة 1979، التي قيدت الحركة الطلابية. ومن أبرز العمليات التي قامت بها الجماعة، إضافة إلى مقتل السادات، مهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة، وذلك في 1981. وقد اشتبكت عناصر الجماعة مع قوات الأمن المصرية معركة حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة، وانتهت بالقبض عليهم، وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة، والحكم عليهم فيما عرف، وقتها، بقضية تنظيم الجهاد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً. كان للجماعة دورها في حرب أفغانستان، حيث قتل عدد من أعضائها، من أبرزهم علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا سابقاً، ومن هناك أصدرت الجماعة مجلة المرابطون، وأقامت قواعد عسكرية لها. وينسب إلى الجماعة محاولات إرهابية لاغتيال بعض الوزراء ومسؤولي الحكومة والشرطة، ومن أبرزهم رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب المصري، وهناك أقوال تفيد بأن قتله تصفية حسابات كما ورد بمرافعة دمندور المحامي بمرافعته والكاتب فرج فودة .وقتلت الجماعة، وفي 17 نوفمبر 1997 قتلت الجامعة 58 أجنبيا، خلال 45 دقيقة أغلبهم سياح سويسريون، فيما عرف لاحقا باسم مذبحة الأقصر أو مذبحة الدير البحري. وقامت بمحاولة لاغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في أديس أبابا عام 1995 وقتل جميع أفرادها آنذاك من قبل الحرس الرئاسي المرافق.وفي عام 1997 أعلن قادة الجماعة من داخل محبسهم "مبادرة لوقف العنف"، التي حظيت برفض من جانب بعض رموز الجماعة في الخارج. وفي شهر غشت 2006 أعلن أيمن الظواهري انضمام عدد من قيادات الجماعة إلى تنظيم القاعدة. استهدفت الجماعة السياحة المصرية التي ألحقت بها أضرارا بليغة بسبب عملياتها الإرهابية ضد السياح الأجانب.ففي 18 أبريل 1996، قتل 18 سائحا يونانيا، وأصيب 14 بجروح في هجوم على واجهة فندق أوروبا قرب أهرام الجيزة. وتبنت الهجوم "الجماعة الإسلامية" قائلة إنها استهدفت سياحا إسرائيليين. وفي 26 غشت 1994 قام متطرفون إسلاميون بإطلاق النار على حافلة سياحية في بين الأقصر وسوهاج ما أسفر عن مقتل شاب اسباني. جمال بورفيسي

إرهاب تحت قبعة «الجهاد» : الجماعة الإسلامية في مصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نفائس فاس العتيقة : غالبية مدارس فاس مرتبطة منهجيا بالقرويين

طرائف الهواة : الإسهــال الحــل الأخـير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات