السلطان أردوغان.. بائع عصير رئيسا لتركيا

نجح في تحقيق "الفورة" الاقتصادية لبلاده عكس الأحزاب الإسلامية في البلدان العربية وحده الطيب رجب أردوغان يملك مفتاح نجاحه، فشخصيته الكاريزماتية و»لعبه» على حبل المتناقضات الدولية و»تمسكه» بهويته ورؤيته الاقتصادية جعلت منه أقوى رجل في تركيا، ومهما تعددت محاولات النيل منه، إلا أنه مثل طائر الفينيق ينبعث من رماده قويا يستعصي هزمه. تروي السيرة الذاتية لرئيس تركيا الجديد، الطيب رجب أردوغان أنه امتهن، في بداية حياته، بيع عصير الليمون في شوارع اسطنبول ، ليكسب دخلا ولو بسيطا، ثم أصبح بعد سنوات رئيسا لبلديتها، وفي 2001 أسس حزب العدالة والتنمية، فسطع نجمه في سماء أوربا والشرق الأوسط، حتى جعل تركيا قوة اقتصادية مهابة الجانب.يلقبه أعداؤه ومناصروه بـ«السلطان»، ففي عهده، عرفت تركيا ازدهارا اقتصاديا فاق سرعة النمور، ورغم الاحتجاجات واستهداف الحريات وفضائح الابن المالية، إلا أن «السلطان» لم يتأثر، وظل يغري الأتراك بالرفاهية الاقتصادية، محافظا على شعبيته التي جعلته يفوز في الانتخابات الرئاسية التركية، بنسبة فاقت 53 في المائة، ليكون بذلك أول رئيس ينتخب مباشرة في تركيا، مقابل نحو 38 في المائة لصالح أكمل الدين إحسان أوغلو، المرشح التوافقي لحزبي المعارضة الرئيسيين في البرلمان، وهما حزب الشعب الجمهوري «يسار الوسط» وحزب «الحركة الوطنية».كاريزماتية أردوغان جعلته «لاعبا» محترفا في العلاقات الدولية، فهو «محبوب» تنظيم الإخوان المسلمين العالمي حتى ولو عادى دول الجوار، وفي مقدمتها مصر، فاستقبل المعارضين وفتح أبوابه للإخوان، ثم ناصر الثوار في ليبيا وتونس، وهادن الجزائر، وعانق بنكيران حين زيارته للمغرب.أردوغان هو أيضا شريك إستراتيجي لإسرائيل، حتى لو دكت صواريخها غزة، رغم بعض سحب المواجهات الإعلامية، وهو حليف تقليدي للولايات المتحدة الأمريكية، يستقبل طائراتها في القواعد العسكرية بتركيا، فقلبه مع الحركات الإسلامية، لكن مصالحه الاقتصادية مع العالم الغربي، وحلمه الكبير في التربع على عرش الزعامة في المنطقة، جعله زعيم تركيا بامتياز.أحد أسباب شعبية أردوغان نجاحه في تحقيق «الفورة» الاقتصادية لبلاده، فعكس كل الحركات والأحزاب الإسلامية في البلدان العربية نجح أردوغان في رؤيته الاقتصادية، وتحقيق الرفاه لشعبه، حتى أن تقريرا للاتحاد الأوربي، ساهم في إعداده نحو 40 خبيرا يعملون في عدة مؤسسات مختلفة بالاتحاد، ذكر أن هناك إشارات قوية تدل على اتجاه تركيا، نحو تقوية نظمها الديمقراطية، وتعميق التحديث الاجتماعي والاقتصادي لديها، وأن سنة 2030 ستجعلها قوة اقتصادية تحقق نموا على المستويين الإقليمي والعالمي.التجربة التركية، في عهد «السلطان» فريدة من نوعها، فأردوغان المنتشي بفوزه الأخير يدرك أن وصفة بقائه رئيسا محبوبا للأتراك تتمثل في الاستمرار في النعيم الاقتصادي، ففي عهده، حققت عائدات السياحة أرقاما قياسية، أما الإنتاج السينمائي، مثلا، فغزا كل الشاشات التلفزيونية العالمية، فهو ليس علمانيا، لكنه طبعا ليس «إسلاميا» يسعى إلى تطبيق القواعد الجامدة في مجتمع ينبض بالحياة.. الخلطة لم تستوعبها الأحزاب الإسلامية في البلدان العربية، لكنها جعلت بائع العصير رئيسا لتركيا.خالد العطاوي

السلطان أردوغان.. بائع عصير رئيسا لتركيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمهور "جوهرة" يرقص على إيقاع "الراب" والراي"

ثروات القضاة تحت مجهر المراقبة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات