أكد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" أن عدم القدرة على التغلب على الفشل يشكل تحديا لمجموعة من الأشخاص. وأوضح علوي أمراني أن عدم القدرة على تجاوز مرحلة الفشل والتجارب الصعبة يؤكد عدم قدرة الشخص على طي صفحة الماضي، إذ يتأثر سلبا كما يشعر بعدم التقدير لذاته. "تنتاب الشخص في هذه الحالة مشاعر سلبية كبيرة تختلف حدتها من حالة إلى أخرى، إذ يكون هناك نوع من جلد الذات وتأنيب الضمير وشعور بالإحباط والاستسلام"، يقول علوي أمراني. وكلما كان محيط الشخص الذي يواجه الفشل غير واع ويذكره في كل مرة بعدم تمكنه من النجاح، فذلك سيزيد من اضطراب حالته النفسية وتدهورها. وأكد علوي أمراني أن مجتمعنا على غرار كثير من المجتمعات العربية لا يساعد الشخص الذي يمر من أزمة على تجاوز تجربته الفاشلة، بل لا يتوانى على تذكيره بها طيلة الوقت، وأنه لن يستطيع النجاح بعد محاولة أخرى. ودعا علوي أمراني إلى اعتماد التفكير السليم السائد في مجتمعات أخرى والمتمثل في أن الفشل حتى لو كان عدة مرات يعتبر محفزا للنجاح وتحقيق ما يصبو الشخص إليه. ونصح علوي أمراني الشخص الذي واجه تجربة فاشلة سواء في حياته المهنية أو الخاصة على القيام بتقييمها من أجل تحديد الأخطاء المرتكبة والعمل على تجاوزها في التجربة المقبلة. وشدد علوي أمراني على عدم لعب الشخص الذي فشل في تجربة معينة دور الضحية أو أن يحمل المسؤولية إلى الغير، موضحا أن الاعتراف بالخطأ يعتبر أولى خطوات التغلب على الفشل. وفي ما يخص الأشخاص الذين يعانون نوعا من "البلوكاج" بسبب الفشل، أكد علوي أمراني أنهم في حاجة إلى مساعدة من محيطهم أو مختص لتقديم العلاجات الضرورية لاستعادة الثقة في أنفسهم. أ. ك