بوعياش تدعو إلى أجرأة شبكة إفريقية للآليات الوطنية من أجل وقاية أمثل من التعذيب شكلت تجربة المغرب في مجال الوقاية من التعذيب، ومصادقته على بروتوكول مناهضة التعذيب، نموذجا يحتدى به في القارة الإفريقية. وأعلن المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الممارسات والآليات الوطنية للوقاية من التعذيب بإفريقيا، الذي اختتمت أشغاله بمراكش، عن إحداث شبكة إفريقية بعدما صادق مؤتمرون على إعلان مراكش للوقاية من التعذيب بإفريقيا، باعتباره وثيقة مرجعية تأسيسية وختامية لأشغال المؤتمر. وشارك في المؤتمر، الذي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ولجنة حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، أكثر من 70 مشاركا من حوالي 20 آلية وطنية للوقاية من التعذيب، ومؤسسة وطنية لحقوق الإنسان من دول إفريقية، فضلا عن اللجنة الفرعية لمنع التعذيب التابعة للأمم المتحدة، ولجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، واللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وممثلي المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية. وقرر المشاركون في المؤتمر أن يحتضن المغرب مقر الأمانة الدائمة للشبكة الإفريقية، التي سيتولى المجلس الوطني لحقوق الإنسان رئاستها، في الولاية الأولى، ومنح نيابة الرئاسة للشبكة للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بجنوب إفريقيا. ودعت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى إحداث وأجرأة شبكة إفريقية للآليات الوطنية، من أجل وقاية أمثل من التعذيب بإفريقيا، مؤكدة أن مؤتمر مراكش يشكل فرصة لتقاسم وجهات نظر مختلف الفاعلين وتلاقحها وإغنائها، من أجل فعل متسق ومهيكل للوقاية من التعذيب ومكافحة مختلف أشكاله وضروبه. كما يعكس، تضيف رئيسة المجلس، الالتزام المتواصل لوضع وتكريس مقاربة وقائية مثلى، تقوم بالأساس على التعاون وتبادل الخبرات، على النحو المتوخى في البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولم تفت بوعياش الإشارة إلى أن مصادقة المغرب على بروتوكول مناهضة التعذيب جاءت تتويجا لمسار قوي وتعبئة كبيرة للمجتمع المدني، وترافع حثيث، ضمن دعاماته أيضا توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، وتوصية فتح جميع أماكن الحرمان من الحرية أمام الزيارات. واعتبر جوزيف ويتال، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بغانا، أن "التعاون الحقوقي بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب ممارسة فضلى و"متفردة"… تجربة يجب استلهامها على مستوياتنا الوطنية من أجل تعزيز حماية الحقوق والحريات الأساسية". وأكد أندرو كريستوفل نيسن، عضو لجنة حقوق الإنسان /الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب بجنوب إفريقيا، أن لديه "التزاما ورغبة مشتركة، إلى جانب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لخلق مساحة خاصة بأجندة قارية حول منع التعذيب...والتعلم من بعضنا البعض واستقراء الدروس من السياقات". وثمن ريمي نغوي لومبو، رئيس اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، مبادرة تنظيم اللقاء الوازن واعتبره فرصة من أجل البحث عن السبل والحلول الممكنة الكفيلة بتحقيق وقاية أفضل من التعذيب، مذكرا أن 23 دولة إفريقية فقط صادقت على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، 15 دولة منها أحدثت آلية للوقاية من التعذيب. برحو بوزياني