برشيد… من الإنقاذ إلى الصعود

الفريق بدأ الموسم بلجنة تصريف أعمال وغير جل لاعبيه وجلب مدربا في آخر لحظة عاد يوسفية برشيد سريعا إلى القسم الأول، بعد غياب موسم واحد، وانتظر الدورة 30 من القسم الثاني، ليحقق الصعود رفقة المتصدر نهضة الزمامرة، إذ احتل الرتبة الثانية، ب 52 نقطة. وحقق يوسفية برشيد الصعود، رغم عدة إكراهات، أبرزها تغيير الطاقم التقني، ورحيل جل اللاعبين، والاستنجاد بلجنة تصريف الأعمال قبل عقد الجمع العام، والشروع المتأخر في التداريب، والأزمة المالية، والحرمان من التعاقدات. ليلة بيضاء عمت فرحة عارمة شوارع وأزقة وأحياء برشيد، بمجرد أن أطلق الحكم مصطفى كشاف صافرة النهاية بملعب أحمد الشهود بالرباط، إذ انطلقت الاحتفالات بعودة اليوسفية إلى بطولة القسم الأول، بعد نزوله في رابع يوليوز الماضي. وانتظرت الجماهير وصول حافلة لاعبي يوسفية برشيد من الرباط، إذ كانت الاحتفالات صاخبة، وأشاد المحتفلون بكل مكونات الفريق الذي تأسس في 1927. وتواصلت الاحتفالات لساعات متأخرة من الليل، وخلالها ارتدى المناصرون الأقمصة الخضراء والسوداء، وعاشوا لحظة انتظروها طيلة موسم بأكمله، كما طالبوا بلم الشمل، وتفادي المشاكل التي أثرت سلبا على مقام الفريق في قسم الكبار. الكيسر... كلمة السر نجح يوسفية برشيد في ملف التعاقد مع المدرب محمد الكيسر، قبل أيام عن بداية بطولة القسم الثاني، مستفيدا من تجربته المهمة رفقة الفرق التي دربها، واشتغل في صمت إلى أن حقق الهدف، كما يرجع له الفضل في جلب العديد من اللاعبين الذين عززوا كل المراكز، ما شكل قوة ضاربة مع توالي الدورات، إضافة إلى الطريقة التي يتعامل بها مع المجموعة. وحافظ يوسفية برشيد على مدربه محمد الكيسر، الذي يساعده توفيق التيزلي رفقة المعد البدني مصطفى فريتي ومدرب حراس المرمى مصطفى ملين. ويعد يوسفية برشيد أحد الفرق الخمسة التي لم تغير مدربيها في بطولة القسم الثاني، بعد أولمبيك الدشيرة المرتبط بمصطفى أو الشريف، وشباب بنكرير، الذي يدربه عبد الرحيم السعيدي، وشباب أطلس خنيفرة، الذي يقوده سمير يعيش، والراسينغ البيضاوي الذي يدربه حسن أوغني. انتداب فريق بأكمله تعاقد يوسفية برشيد مع فريق بأكمله قبل بداية الموسم، وكانت التعاقدات ناجحة، إذ مزجت بين لاعبي التجربة والشباب، ما مكنهم من الانسجام السريع في ما بينهم، وبين الطاقم التقني، والاحتفاظ فقط بأشرف الهلالي وحمزة الحوسيني وأشرف حميدو، وصعود ابن مدرسة الفريق أيوب الكنبوشي. وجلب الفريق عصام بن بوعبد الله وخالد الطاهري وكمال الصالحي وأيوب المودن ويوسف بوعبيد ومنير موقنية وجاد أصواب ونوفل زنان ومحمد حمدي وعمران فيضي وسفيان حريس وحمزة العيشاوي وعلي جديرة وأيوب البوزيدي وسعيد كرادة وياسين المهداوي ومحمد فكري وأسامة إجروتن وطه الإشبيلي. وفسخ الفريق عقدي مصطفى اليوسفي والمهدي الدغوغي في منتصف الموسم. عقوبة "الميركاتو" الشتوي حرم يوسفية برشيد من القيام بتعاقدات في فترة «الميركاتو» الشتوي، لعدم تسوية ملفات النزاع مع مجموعة من اللاعبين، إذ طالبوا بمستحقاتهم والتي تقارب 400 مليون سنتيم، لكن تم التغلب على هذا المشكل والاعتماد على العناصر المتوفرة التي نجحت في المهمة، وقدمت مستويات جيدة. ولم ينجح الفريق في تأهيل مراد إيزم وأنس شفيق وإدريس عبدي وعبد الصمد نياني، الذين حرموا من حمل ألوان يوسفية برشيد طيلة الموسم. انطلاقة صحيحة أشر يوسفية برشيد على انطلاقة جيدة في بطولة القسم الثاني، خاصة الفوز أمام منافسه سريع وادي زم، في 11 شتنبر الماضي، بهدفي محمد فكري في الدقيقة 45، ومصطفى اليوسفي الذي زار شباك الحارس محمد بوجاد في الدقيقة 85، إذ ارتفعت معنويات اللاعبين، وجعلتهم أكثر رغبة في مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية، والتخطيط المبكر للعودة السريعة إلى بطولة القسم الأول، رغم التعثر في الدورة الثانية أمام جمعية سلا، إذ سرعان ما تفوق الفريق على وداد فاس، بهدفي يونس الخافي بالخطأ في مرمى حارسه عماد عكي، في الدقيقة 43، والمهدي الدغوغي من ضربة جزاء، في الدقيقة 66. وتألقت مجموعة من لاعبي يوسفية برشيد في بطولة القسم الثاني، خاصة كمال الصالحي القادم من الاتحاد الزموري للخميسات، الذي توج هدافا للفريق بستة أهداف، وحمزة الحوسيني وطه الإشبيلي المعار من الرجاء الرياضي، إضافة إلى محمد فكري الذي سجل أربعة أهداف، وسعيد كرادة صاحب ثلاثة أهداف، وعصام بن بوعبد الله وأيوب المودن، اللذين أحرزا هدفين، بينما وقع أسامة إجروتن وحمزة الحوسيني وسفيان حريس وخالد الطاهري ومنير موقنية ومحمد حمدي هدفا واحدا، علما أن الفريق سجل 34 هدفا، 21 هدفا سجلت بالملعب البلدي ببرشيد. ولم يتأثر لاعبو يوسفية برشيد بالهزيمة الكبيرة أمام شباب المسيرة، بخمسة أهداف لواحد، في 19 مارس الماضي، بملعب مولاي رشيد بالعيون، لحساب الدورة 20 من بطولة القسم الثاني، إذ اعتبروها فرصة لتصحيح المسار، وبذل قصارى الجهود للعودة إلى سكة النتائج الإيجابية، وهو ما تحقق بالفوز على وداد تمارة، بهدف لصفر، علما أن الفريق حقق تعادلا مثيرا في الأنفاس الأخيرة أمام الاتفاق المراكشي، بهدف لمثله، ويدين لكمال الصالحي الذي أنقذه من هزيمة كانت ستبعثر أوراقه في طريق البحث عن الصعود. أرقام ساهمت في التألق يعد يوسفية برشيد الأكثر فوزا في بطولة القسم الثاني، ب 16 انتصارا، 12 منها بالملعب البلدي ببرشيد، وأربعة تعادلات، واحد منها بالميدان أمام الاتفاق المراكشي، ومني بعشر هزائم، اثنتان بالميدان أمام نهضة الزمامرة وأولمبيك الدشيرة، وسجل لاعبوه 34 هدفا، 21 منها بالميدان. وتلقت شباك اليوسفية 26 هدفا، ويعد أشرف الهلالي الحارس الأكثر خوضا للمباريات في مسار بطولة القسم الثاني، رغم إصابته في الفخذ، لكنه حافظ على الرسمية التي ساهمت في العودة إلى بطولة القسم الأول. لغة الحوافز استفاد لاعبو يوسفية برشيد في الدورات الأخيرة، من الزيادة في منح الفوز، إذ بلغت 20 ألف درهم بعد الفوز على أولمبيك الدشيرة وشباب أطلس خنيفرة، ما أذكى حماسهم، وحققوا نتائج إيجابية، ونجحوا في تحقيق العودة إلى بطولة القسم الأول. وينتظر لاعبو يوسفية برشيد التوصل ببعض المنح العالقة، إذ سيتم صرفها بعد التوصل بمنح الجهات الداعمة، ويتعلق الأمر بمنح الجامعة والمجالس المنتخبة، خاصة بعد انتخاب الرئيس الجديد فتح الله المدني في ثاني يونيو، الذي أنهى مرحلة لجنة تصريف الأعمال التي انطلقت منذ شتنبر، بقيادة حميد غانيمي، إذ بذل جهدا كبيرا لضمان المسيرة الناجحة، رفقة الشركة الرياضية التي يترأسها عبد الغني شكير، إضافة إلى الدعم المتواصل لمجموعة من فعاليات برشيد، كعبد الإله نجمي الناطق الرسمية للشركة الرياضية، رفقة عبد الرحيم كاميلي. الكيسر: خططنا لهدفنا منذ البداية المدرب قال إن الفريق عاد إلى مكانه الطبيعي أكد محمد الكيسر، مدرب يوسفية برشيد، أن الصعود كان مخططا له منذ بداية الموسم، وتأتى بفضل تضافر جهود المكتب المسير، الذي وفر الأجواء الملائمة، ومجهودات اللاعبين، ودعم الجماهير، وكل مكونات الفريق. وأضاف الكيسر متحدثا ل»الصباح»، أن يوسفية برشيد عاد إلى مكانته الطبيعية، إذ قدم اللاعبون موسما ناجحا، وحققوا نتائج إيجابية، ليساهموا في العودة السريعة إلى بطولة القسم الأول. وتابع «يوسفية برشيد استحق الصعود، رغم المنافسة القوية مع فرق أخرى، لكننا حسمنا كل شيء في الدورة الأخيرة، وبالتالي العودة إلى القسم الأول، كما نجحنا في احتلال الصدارة عن جدارة». من جهته، أكد الحارس والعميد أشرف الهلالي أن يوسفية برشيد استرجع مكانه بالقسم الأول، بفضل مجهودات الجميع، إذ كان الصعود مستحقا، وإن تأخر للدورة الأخيرة. وأضاف الهلالي في تصريح ل»الصباح»، «عشنا فرحة لا توصف، إذ تمكنا من إعادة الفريق إلى القسم الأول، لذا وجب علينا بلورة المردود الجيد، الذي قدمناه في القسم الثاني، من أجل الحفاظ على المكاسب المحققة، وتحقيق مسار جيد في قسم الصفوة». وأشاد سعيد كرادة، الجناح الأيسر ليوسفية برشيد، بكل فعاليات الفريق التي نجحت في إعادة فريق كبير إلى مكانته الطبيعية، إذ تم تسخير كل الوسائل والظروف للنجاح في مهمة الصعود. وتابع «سعيد جدا بتحقيق الصعود، رفقة مجموعة جيدة، تمكنت من تذليل الصعاب، وتحقيق مسار جيد، وحصد نتائج إيجابية، رغم المنافسة القوية من قبل مجموعة من الفرق منذ بداية الموسم، والصعود أهديه للجماهير الوفية، التي دعمتنا طيلة مسارنا في القسم الثاني». نجمي: عشنا لحظات صعبة أكد عبد الإله نجمي الناطق الرسمي للشركة الرياضية ليوسفية برشيد، أن مكونات الفريق عاشت لحظات صعبة ومثيرة بملعب أحمد الشهود بالرباط، خوفا من تلقي الهدف الثاني من قبل سطاد المغربي، خاصة بعد خوض الكثير من الدقائق الحاسمة في الشوط الثاني بنقص عددي، إثر طرد كمال الصالحي. وأضاف نجمي، في تصريح ل»الصباح»، أن يوسفية برشيد يستحق الصعود، لما قدمه من مستويات جيدة، رغم قوة الفرق المنافسة، واحتدام الصراع إلى غاية الدورة الأخيرة، وأيضا الانطلاقة الصعبة في ظل رحيل مجموعة من اللاعبين، لكن تم تعويضهم بمجموعة قوية، بقيادة المدرب محمد الكيسر. وتابع «قمنا بدعم وتحفيز اللاعبين الذين أبانوا عن قتالية عالية، واستحقوا حمل قميص يوسفية برشيد، لتكتمل الفرحة العارمة بعد العودة السريعة إلى بطولة القسم الأول، وبعد الفرحة سنتفرغ من أجل الاستعدادات المبكرة للموسم المقبل، ولتفادي أخطاء الموسم قبل الماضي التي تسببت في النزول». إنجاز: عبد العزيز خمال (برشيد)

برشيد… من الإنقاذ إلى الصعود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المسيحيون‭ ‬المغاربة‭: ‬أبرياء‭ ‬من‭ ‬التنصير‭ ‬

"ون بيس" على "نتفليكس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات