24 سنة لجزائري عميل استخبارات أوربية

متورط في الاختطاف والتعذيب وطلب الفدية والاتجار الدولي في المخدرات مسؤولون أمنيون أجانب تفاوضوا معه مقابل معلومات عن بارونات مغاربة وسط حراسة أمنية مشددة بقصر العدالة بحي الرياض بالرباط، أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية، في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، أول أمس (الخميس)، حكما بـ 24 سنة سجنا نافذا في حق جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، متورط في الاختطاف والتعذيب وطلب الفدية والمشاركة في الاتجار الدولي للمخدرات. واعترف المتهم، حسب المحاضر المنجزة من قبل المكتب الوطني لمكافحة جرائم المخدرات، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، وأمام قاضي التحقيق وهيأة المحكمة، باشتغاله مع الاستخبارات الفرنسية والإسبانية، واعتبر من أخطر العناصر التي دخلت إلى المغرب بهوية مزيفة. وفي تفاصيل النازلة المثيرة، ذكر اسم الجزائري على لسان بارونات للاتجار الدولي في المخدرات، سقطوا في قبضة الفرقة الوطنية في وقت سابق، وأكدت مجموعة من التصريحات أن للمتهم الجزائري علاقات متشعبة، وأنه شارك في جرائم للاختطاف والاحتجاز والتعذيب داخل المغرب، ضمنها استدراج بارون مخدرات إلى الرباط، واختطافه من باب محل لبيع السيارات، قبل أن يسقط في يد الأمن المغربي، فور فراره من سجن فرنسي ودخوله إلى المملكة بهوية مزورة، عبر معبر سبتة، بينما أحيل المتهمون من شركائه، ممن ذكروه في التحقيقات، في وقت سابق، على النيابات العامة بالمحاكم الابتدائية لطنجة والبيضاء وتطوان والوكيل العام للملك بالرباط، كما كان مبحوثا عنه بموجب مسطرة صادرة عن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، إلى أن سقط بعاصمة البوغاز، وكان أيضا موضوع أمر دولي بإلقاء القبض عليه. وأكد الموقوف أنه دخل عالم الجريمة في سن مبكرة، حينما كان يتابع دراسته بـ "ستراسبورغ" الفرنسية في 1993، وأنه انتقل إلى "خيرونا" الإسبانية، والتقى بتجار مخدرات دوليين من جنسيات مختلفة ضمنهم مغاربة وكان يقتني منهم الكيلوغرام الواحد بـ 1250 أورو، ويعيد بيعه في سويسرا بـ 6000، وفي فرنسا بـ 4500 والأمر نفسه بالنسبة إلى ألمانيا. وشدد المدان أنه حينما أدين في ملف يتعلق بتبييض الأموال بماربيا الإسبانية في 2009، زاره مسؤولان أمنيان، فرنسي وإسباني، داخل السجن الذي كان يقبع فيه، وعرضا عليه الاشتغال لفائدة المصالح الأمنية بالبلدين، من خلال مدها بمعلومات عن شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات التي تنشط بكل من المغرب وفرنسا وإسبانيا، مقابل استفادته من بعض الامتيازات، حيث عرض عليه المسؤول الأمني الإسباني أنه سيقضي فقط سنتين حبسا دون الحجز على ممتلكاته، سواء بإسبانيا أو الإمارات العربية المتحدة. أما المسؤول الأمني الفرنسي، فعرض عليه التدخل لتخفيض عقوبة سجنية مدتها 18 سنة صادرة في حقه بفرنسا، وهو الأمر الذي جعله يوافق على تقديم معطيات عن بارونات مغاربة، سيما بعد ترحيله إلى فرنسا. غرب عبر إسبانيا إلى بعض الدول الأوربية، مشيرا إلى أنه كان يجالس خمسة أمنيين فرنسيين بالفندق المقابل لمكتب مكافحة المخدرات بباريس، ويربط أمامهم الاتصال من داخله مع بارونات مغاربة، وتحدث معهم عن توقيت مرور الشحنات، وتسلم ما بين 4 ملايين أورو إلى 5 ملايين، من هؤلاء البارونات، مضيفا أن عدد العمليات التي نسق فيها مع الاستخبارات الفرنسية والإسبانية بلغت 20، آخرها حجز 26 طنا من الشيرا. واختلف المتورط مع مجموعة من التجار الدوليين للممنوعات داخل المغرب، ضمنهم أجانب، وأمر معاونيه من البارونات باختطافهم واحتجازهم وطلب الفدية من أفراد عائلاتهم، لتبدأ أول عملية اختطاف واحتجاز وطلب الفدية، من باب محل لبيع السيارات الفاخرة وسط العاصمة، ولم يتم تحرير المختطف إلا بعد هجوم شنه مقربون له، إذ اضطر الجناة إلى إطلاق سراحه، وهو ما لم يتقبله، ليأمر بإعادة اختطافه ونجح شركاؤه في تنفيذ العملية بالبيضاء ونقله إلى إحدى الضيعات ضواحي المحمدية، كما وضع لائحة تظهر تخطيطه لاختطاف بارونات آخرين. عبد الحليم لعريبي

24 سنة لجزائري عميل استخبارات أوربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فاسدون

تبون يجر بوتين إلى حرب ثانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات