مغتصب لقاض: “صرفقاتني باش نعس معاها”

رئيس الجلسة: "أشنو درتي معاها" والمتهم يرد: "كنت تنعطيها 50 درهم وتتمشي معايا" من القضايا التي تستأثر باهتمام كبير تلك المتعلقة بهتك عرض الأطفال والقاصرين وجرائم الاغتصاب. المتهمون يريدون الإفلات من العقاب، بادعاء أن المشتكيات مارسن الجنس معهم بمقابل مالي، أما المشتكيات فيتشبثن بتصريحاتهن، لتفنيد النفي الذي يتمسك به المتهمون، وبين التشبث والنفي تبقى الكلمة الأخيرة للمحكمة. داخل قاعة لغرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، الأسبوع الماضي، كان ملف متابع في حالة اعتقال جاهزا للمناقشة بعد تأخره مرات، ليجد المتهم بالاغتصاب الناتج عنه افتضاض البكارة، وهو من مواليد منتصف التسعينات، وجها لوجه مع الهيأة القضائية، بعدما قضى شهورا من الاعتقال الاحتياطي بسجن العرجات 2 بأمر من قاضي التحقيق. كان ملف المتهم من الملفات التي حضر لها المحامون الذين ينوبون فيها، في الساعة الثانية عشرة، للشروع في المناقشة. المتهم يعترف بممارسة الجنس بعد دخول رئيس الجلسة في مناقشة الموضوع مع الجاني، واستفساره عما فعله بالفتاة المشتكية التي كانت قاصرا أثناء ممارسة الجنس عليها، وجه الرئيس سؤالا بعبارة «فاش مشات معاك أشنو درتيلها»، حيث كان القاضي المقرر يريد معرفة هل جرى الاغتصاب أم لا، فرد المتهم «صرفقاتني باش نعس معاها السيد الرئيس» وظل القاضي يستفسر عن ظروف وملابسات الجريمة المرتكبة، بعبارة «ومن بعد أشنو وقع؟» فرد الجاني «عطيتها 50 درهم» ليضحك بعض من الحاضرين داخل قاعة المحاكمة. ظل المتهم يعترف بأنه فعلا كان على علاقة جنسية غير شرعية بالمشتكية، ومارس معها الجنس برضاها مرات عديدة، وأنها كانت تتصل به هاتفيا من أجل قضاء حاجتها، محاولا تصويرها أنها مومس، ترافق الجميع، وهو ما لم تتقبله. بدا المتهم كأنه حفظ تصريحاته عن ظهر قلب، وأن هناك من ساعده على ذلك، لإظهار بأن القضية لا تعدو أنها جنحة فساد وتحريض عليه، إذ ظل يصرح طيلة مراحل المحاكمة، أنه لم يكن يعتقد بأن الفتاة مازالت قاصرا، وأن بنيتها الجسمية تؤكد بلوغها ما فوق العشرين سنة. ووجد المغتصب في العلاقة الرضائية العنصر الأساس لإبعاد المتهمة عنه. ورغم محاولات رئيس الجلسة الإيقاع به، كان المتهم على إلمام بالقانون الجنائي «تتخرج معايا تنخلصها»، مضيفا أنها هي من كانت تريد تحقيق نشوتها الجنسية على حسابه، وتشرع في بعض الأحيان في تهديده قصد الممارسة معه، وأنه لم يسبق له تهديدها أو إرغامها على الجنس، حتى يضمن أن عنصر الرضى ظل متوفرا طيلة هذه العلاقة. خطبة فاشلة حينما منحت الكلمة للمشتكية أكدت أن مغتصبها قصد بيتها للزواج منها، وحضرت الأسرتان ضمن حفل الخطوبة والتعرف، وأن هناك وسائل إثبات تؤكد ذلك، لكن الخطيب تخلى عن رغبته في استكمال إجراءات الزواج وتوثيق العقد، رغم أنه أرغمها حسب قولها على ممارسة الجنس، مؤكدة أن الخطبة جرت بحضور أفراد الأسرتين. ظلت القاصر تسرد تفاصيل من ذكريات العلاقة الحميمية لها مع المغتصب، وذات مرة توجها في بداية هذه العلاقة إلى غابة جنوب شرق تمارة وافتض بكارتها، وهي مازالت قاصرا يقل عمرها عن 18 سنة، وبعدها استمرت العلاقة الجنسية بينهما، حيث كان الجاني يستعد لإحضار عدل من أجل توثيق عقد الزواج، وبعدما أخبرته أنها حامل، تخلى عنها لينطلق فصل من معاناتها معه. فشل الصلح فشلت جميع محاولات الصلح بين أسرة الضحية والفاعل، وبعدما تيقنت الفتاة أن الخاطب تراجع عن وعوده، توجهت إلى مكتب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بحي الرياض بالرباط، من أجل تسجيل شكاية ضده في الموضوع، تتهم فيها المعتقل بالاغتصاب الناتج عنه افتضاض وحمل وولادة. وبعدما اطلعت ممثلة النيابة العامة المكلفة بقضايا العنف ضد النساء على مختلف التفاصيل المرتبطة بالنازلة، أحالت شكايتها على الضابطة القضائية بتمارة، ملتمسة البحث في النازلة والاستماع إلى الفتاة التي باتت راشدة، وكذا استدعاء المشتكى به من أجل البحث معه في مضمون الشكاية. ثلاث سنوات حبسا ظل المتهم متمسكا بأقواله بوجود علاقة منحصرة له مع الفتاة في الفساد، وأنه كان يمنحها مقابلا ماليا، كلما مارس الجنس معها. وبعد منحه الكلمة الأخيرة، لم يجد ما يضيف في جلسة المناقشة، لتحجز الهياة القضائية الملف للمداولة والنطق بالحكم. بعدما واجهت المحكمة الجاني بالمنسوب إليه في الاغتصاب الناتج عنه افتضاض، وبعد اختلاء الهيأة القضائية للمداولة، أدانته غرفة الجنايات الابتدائية بثلاث سنوات حبسا نافذا فقط، ولم تقتنع بجناية افتضاض البكارة، بل بتورطه في جناية اغتصاب فقط، وظلت بعض من فصول النازلة غامضة، سيما غياب خبرة جينية على نسب المولود، الذي أكد الموقوف طيلة مراحل التحقيقات والأبحاث أنه لا يعود له. إحضار المولود لإثارة انتباه الهيأة القضائية أحضرت أم الضحية حفيدها إلى قاعة الجلسة، وحاولت إظهاره للهيأة والعموم لكسب تعاطفهم، لكن المتهم أقسم أنه لا يعود له، ليظل عدم طلب إجراء الخبرة الجينية لغزا محيرا في فصول النازلة ومنذ بدايتها. عبدالحليم لعريبي

مغتصب لقاض: “صرفقاتني باش نعس معاها”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال "فيسبوكي" متهم بالابتزاز بالجديدة

خلاف بين جزارين ينتهي بقتل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات