“اختناق” برنامج مدن دون صفيح

تشرع الحكومة في تغيير الحساب المرصود لأمور خصوصية المسمى "صندوق التضامن للسكنى والاندماج الحضري" وتعويضه بـ"صندوق التضامن لدعم السكن للسكنى والاندماج الحضري"، وإدراجه ضمن الحسابات الخصوصية للخزينة، بدل الوزارة الوصية على القطاع، مع تمويله بملياري درهم (200 مليار سنتيم). وتوقف وزارة المالية والاقتصاد بهذا الإجراء النزيف المالي الحاد الذي كان يشكو منه صندوق التضامن للسكن والاندماج الحضري، المؤسس منذ انطلاق "برنامج مدن دون صفيح"، إذ اشتغلت هذه الآلية في مشاريع التمويل والمواكبة دون إستراتيجية ومخططات عمل، انعكس على الأهداف الكبرى لهذا المشروع وساهم في تعثره. وتعترف الحكومة، ضمنيا، بفشل محاربة السكن اللائق في 60 مدينة الذي انطلق قبل 20 سنة، إذ تفيد آخر الإحصائيات، المقدمة من الوزارة الوصية نفسها، أن نسبة الإنجاز وصلت إلى 76 في المائة من عدد الأسر المسجل في 2004، أي حوالي 270 ألف أسرة، بينما يؤكد الواقع أن العدد الحالي يزيد عن 420 ألف أسرة على الأقل، بسبب تفاقم الظاهرة، بدل التحكم فيها. أما قضاة المجلس الأعلى للحسابات، الذين اشتغلوا على "برنامج مدن دون صفيح" في عدة مناسبات، فيقدمون معطيات مختلفة، منها ارتفاع عدد الأسر القاطنة في سكن غير لائق الذي استمر في الارتفاع منذ 2004، وانتقل من 270 ألف أسرة إلى 472.7 ألف أسرة، أي بزيادة وصلت إلى 75 في المائة، بمتوسط زيادة وصل إلى 10.6 آلاف أسرة في السنة. وتؤكد المعطيات نفسها أن البرنامج يواجه صعوبات في الإنجاز بالسرعة المطلوبة لتحقيق الأهداف الموضوعة وتحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في القضاء النهائي على أحياء الصفيح، بسبب اختلالات في آليات إبرام عقود المدن، ونواقص في التدبير والتتبع وسوء ضبط دعم صندوق التضامن للسكن والاندماج الحضري. ومنذ 2012، اعتمد "صندوق التضامن للسكنى والاندماج الحضري"، في تدبيره، كليا، على البرامج الحكومية والتوجهات العامة لقوانين المالية، كما اعتمدت الدولة بشكل كلي، تقريبا، في تمويل المشاريع المتعلقة بمحاربة السكن غير اللائق على تمويل الصندوق، دون أن يخلو ذلك من اختلالات مالية أثرت على تنفيذ برنامج مدن دون صفيح برمته، ومن ذلك ضعف تتبع تسديد التسبيقات القابلة للاسترداد التي قدمها الصندوق للفاعلين من أجل تجهيز وتهيئة الأراضي والعقارات. يوسف الساكت

“اختناق” برنامج مدن دون صفيح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منصب أوحنا في صالح المغرب

"ملائكة الرحمة" تطير إلى كندا وأوربا

مقالات ذات صلة