امبارك بودرقة يسند بوحه بإشهاد الوثائق وقراءة المؤرخ يواصل المؤرخ الطيب بياض، الغوص في ذاكرة المناضل امبارك بودرقة، بعد تجربة أولى أثمرت كتاب "أحداث 3 مارس 1973، بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة" في 2020، ليغوص بنا هذه المرة في تجربة جديدة من قراءة الباحث والمؤرخ لأرشيف المناضل السياسي والحقوقي، بعنوان "من حلم الثورة إلى فضاء حقوق الإنسان". ويشكل الكتاب الجديد الجزء الثاني من مشروع الذاكرة الأول من نوعه بالمغرب، حيث يسند الذاكرة بإشهاد الوثيقة وتأطير المؤرخ، ليسلط الضوء على انتقال الفاعل السياسي من حلم الثورة المسلحة إلى فضاء حقوق الإنسان، من خلال مسيرة من النضال الحقوقي ناهزت نصف قرن من الحضور المتعدد في تجارب مختلفة، سواء خلال فترة المنفى بالخارج، أو بعد عودته إلى المغرب يوم 24 مارس في 2001 بعد ثمان وعشرين سنة من المنفى، سواء داخل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أو داخل هيأة الإنصاف والمصالحة. اختار المؤرخ الطيب بياض، في تقديم نظري ومنهجي ومعرفي مطول للكتاب، تفكيك التقاطعات ومستويات التعقيد والتداخل بين ثلاثية التاريخ الراهن والذاكرة وحقوق الإنسان، لينتهي في خاتمته إلى القول إن تتبع تجربة عباس الحقوقية تتيح الإطلالة على سفوح ظلت ظليلة من ذاكرة المغرب الراهن في علاقتها بحقوق الإنسان، بعد أن غشتها شعارات العملين السياسي والمسلح. يقول بياض إن الفعل الحقوقي يظهر في البداية ثاويا في خلفية اللوحة التي رسمت معالم المسار السياسي لمناضل اتحادي خبر السلاح والتنظيم السري والاختيار الثوري، وتدريجيا يحتل نضاله الحقوقي واجهة اللوحة، مضيفا أن ما يميز بوح الحقوقي امبارك بودرقة، وهو يتحدث عن تجربته الحقوقية، أنه جاء مسنودا بإشهاد الوثائق، كما حصل مع تجربته في الحكي عن أحداث 3 مارس1973، ما يعني ترسيخا لنمط جديد في كتابة المذكرات في المغرب، يلزم الذاكرة بالتزود بالبراهين والحجج التي تثبت صدقية حكيها، قبل ولوج مختبر المؤرخ بغرض التأطير، في أفق إنتاج ذاكرة تاريخية تحظى بالمصداقية. برحو بوزياني