استطلاع: 84 في المائة من المغاربة يرون أن وضعيتها متدهورة تزايدت حرائق الغابات وتراجع المجال الغابوي في السنوات الأخيرة، إذ يفقد المغرب آلاف الهكتارات سنويا، سواء بسبب العوامل المناخية أو استنزاف الموارد الغابوية، من قبل الإنسان بقطع الأشجار والرعي الجائر، ناهيك عن الحرائق التي ألحقت بها أضرار جسيمة في الفترة الأخيرة. ووفقا لنتائج استطلاع رأي أجراه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على منصة "أشارك"، فإن 84 في المائة من المشاركين يرون أن الوضع الحالي للمجال الغابوي الوطني متدهور، في حين أن 10 في المائة فقط يرون أنه يتم الحفاظ عليه وتثمينه. وفي ما يتعلق بالعوامل الرئيسية التي تسهم في تدهور المجال الغابوي بالمغرب، تشير 61 في المائة من الإجابات إلى أن الإفراط في استغلال الموارد الغابوية يعد العامل الرئيسي وراء هذا التدهور، وتأتي التغيرات المناخية في الرتبة الثانية بنسبة 53 في المائة، والتوسع العمراني غير المنظم في الرتبة الثالثة بنسبة 48 في المائة. ويرى كل المشاركين أن أنماط التدبير المعتمدة والإطار التنظيمي المتجاوزة من العوامل المؤثرة في تدهور النظم البيئية الغابوية، بنسبة 42 في المائة و34 على التوالي. وقدم المجلس رأيه في موضوع "النظم البيئية الغابوية بالمغرب: المخاطر والتحديات والفرص"، في إطار إحالة ذاتية، وقدم تشخيصا للواقع الغابوي، واقترح عددا من التوصيات، ومن أبرزها الرفع التدريجي من مساحة المناطق المحمية من 3.76 في المائة إلى 30 من المجال الغابوي في أفق 2050. ورغم أن هذا المقترح جدير باهتمام الفاعلين في القطاع الغابوي، إلا أنه سيؤدي إلى معارك كبيرة مع السكان والرعاة، الذين يشكون اليوم من تحديد المجال الغابوي، فكيف ستتعامل الدولة مع هذا الواقع إذا طبقت توصيات المجلس، ورفعت نسبة المحميات إلى 30 في المائة من المجال الغابوي الوطني. وأكد المجلس أهمية الانتقال التدريجي من صيغة حق الانتفاع الممنوح للسكان، إلى استرجاع هذه الحقوق من قبل الدولة في جميع المناطق المحمية، مع إدماج السكان المحليين في أنشطة اقتصادية بديلة، وتكثيف عمليات إعادة التشجير والتخليف، من خلال قيام كل من الجماعات الترابية في إطار صلاحياتها، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص بتنظيم حملات وطنية للتشجير. وأشار مجلس الشامي إلى ضرورة تحديد المساحات المستهدفة، على مستوى كل جهة، بما في ذلك الأحواض المائية التي تتعين تهيئتها، مع إيلاء الأولوية لعالية السدود. عصام الناصيري