كشف هشاشة العلاقات الزوجية وتورط أزواج وزوجات في علاقات غير شرعية بعد إعلان السلطات فرض الحجر الصحي الشامل، بسبب تفشي وباء كورونا، اعتقد الجميع أنها فرصة للأزواج للاهتمام ببعضهم البعض والتضامن في ما بينهم إلى حين زوال الجائحة، لكن ما حدث كان كارثيا، إذ ارتفعت نسب الطلاق في تلك الفترة، تشعر معها كأنهم كانوا ينتظرون الفرصة للانفصال، ولو دامت علاقتهم الزوجية أزيد من 20 سنة. تنوعت أسباب ودوافع تزايد حالات الطلاق خلال فترة كورونا، يبقى أبرزها الأزمة الخانقة التي عاشتها العديد من الأسر، سيما التي فقد معيلها العمل في تلك الفترة بسبب الحظر، إضافة إلى سقوط أقنعة الأزواج "المثاليين" من كلا الطرفين، إذ فضحت دردشات الهاتف تورطهم في علاقات غير شرعية، بعضها انتهى في مخافر الشرطة والدرك. بالنسبة للبنى الصغيري، برلمانية ومحامية من هيأة البيضاء، فإن ارتفاع الطلاق والعنف الزوجي في زمن كورونا، ليس مغربيا صرفا، بل ظاهرة دولية، وهو ما كشفت عنه أرقام صادرة عن منظمات دولية متخصصة، مبرزة أن الجائحة كشفت المستور وفضحت هشاشة العلاقات الزوجية، ولو امتدت لـ 20 سنة و30، وانتهت بالطلاق، لأسباب عديدة، أولها أن جائحة كورونا، جاءت دون سابق إنذار، إذ بين ليلة وضحاها أجبر المغاربة على البقاء في منازلهم محاصرين بين أربعة جدران، وأن هذه المساحة المحدودة كشفت المعدن الحقيقي للعلاقات الأسرية، والنتيجة أرقام قياسية في حالات الطلاق والعنف الأسري، بل وصل الأمر إلى حد تورط بعض الأزواج في جرائم القتل. وأوضحت المحامية أن هذه الأرقام المخيفة، تكشف عن عيوب أسرية سادت قبل كورونا، منها غياب التضامن والتآزر الزوجي، إذ يغيب الزوجان عن المنزل للعمل طيلة اليوم وعند العودة تتولى الزوجة الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، دون مساعدة من الزوج، الذي ما زال يحافظ على النظرة التقليدية، إذ بدل تقديم يد العون يفضل الجلوس في المقهى أو الحانات رفقة أصدقائه، والنتيجة تحول المنزل إلى مكان للنوم والدردشة البسيطة، كما ساهم الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي في أن يكون لكل طرف منهم عالمه الخاص. إلا أنه خلال فترة الجائحة، انقلبت الأمور رأسا على عقب، تؤكد الصغيري، إذ وجد الزوجان نفسيهما وجها لوجه، كما ساهم عدم القدرة على تعبئة الأنترنت للهروب صوب العالم الافتراضي بسبب الحجر وحتى قلة المال في تأجيج الوضع، فصار المنزل فضاء لتفريغ العقد النفسية المتراكمة للطرفين، والتي غالبا ما تكون سببها ظروف عملهما المبني على الاستغلال الاقتصادي والعمل في ظروف شاقة ومرهقة بدنيا وذهنيا، ليجد كل طرف في الآخر متنفسا لتفريع هذه العقد. وشددت المحامية على أن الجائحة فجرت المسكوت عنه في العلاقة الزوجية، إذ لم تعد المجاملة والتمثيل بين الزوجين ممكنة، فصار الخلاف الحاد والذي يصل إلى حد التلاسن وتبادل الضرب السمة الغالبة، لهذا ليس غريبا، تؤكد المحامية أن ترتفع حالات الطلاق خلال فترة كورونا، إذ مباشرة بعد الرفع الجزئي للحجر الصحي، تقاطرت ملفات طلاق عديدة على المحاكم، يؤكد أطرافها استحالة العيش مع بعضهم البعض، كما شهدت جلسات الصلح التي يفرضها القانون، ارتفاعا غير عاد. مصطفى لطفي