السباعي شددت على مراعاة مشاعر الأبناء وتقديم نموذج ناجح أكدت خلود السباعي، مختصة في علم النفس الاجتماعي، في اتصال مع "الصباح"، أن التأثير السلبي على الأبناء لا يرتبط بالطلاق في حد ذاته، بل بالكيفية التي يتم بها. وقالت السباعي إنه لا يمكن الجزم بأن جميع حالات الطلاق لها تأثير سلبي على نفسية الأبناء، إذ كلما راعى الشريكان أن انفصالهما لا يعني القطيعة والتوتر النهائي للعلاقة، فذلك من شأنه أن يكون له وقع إيجابي عليهم. واعتبرت السباعي أن من واجب الآباء تقديم درس في الحوار والوساطة والتفاهم للأبناء حتى في ظل حدوث الطلاق، حفاظا على نفسيتهم وعدم شعورهم بأي توتر وتفاديا لأي تأثير سلبي على المدى القريب والبعيد. "الطلاق لا يعني محاولة كل طرف التركيز على الجوانب السلبية لشريكه السابق أمام الأبناء، بل هو حل لعلاقة وصلت إلى طريق مسدود" تقول السباعي، مضيفة أن الطفل بعد الطلاق يكون في حاجة خاصة إلى حنان الأم والأب معا والشعور باستقرار وراحة نفسية. "ينبغي على الشريكين وضع الجانب النفسي للأبناء ضمن أولوياتهما عند الطلاق، وليس استعمالهما ورقة للضغط بهدف الحصول على أمور معينة"، تقول السباعي، مشيرة إلى أن هذا من بين الحالات التي تجعلهم يتأثرون سلبا. واعتبرت السباعي استقلالية المرأة عاملا مهما ويساهم في الاستقرار النفسي للطفل بعد الطلاق، إذ يواصل العيش في المستوى نفسه ولا يعاني مشاكل مادية واجتماعية وغيرها على غرار أبناء الأمهات غير العاملات، خاصة إذا رفض الزوج الالتزام بواجباته المالية تجاههم، ما يحدث تغييرا كبيرا في حياتهم ويكون له وقع سيئ. وترى السباعي أن وضعية المرأة المستقلة جعلت الطلاق يكتسي "طابعا إيجابيا" ويتم بطريقة راقية وفي جو من الحوار، حرصا على تفادي انعكاسات سلبية على الأبناء، خلافا لما هو شأن المرأة غير العاملة التي تجد نفسها تواجه مشاكل كثيرة يتأثر بها أطفالها. ودعت السباعي إلى الاقتداء بالنماذج الناجحة للغرب في الطلاق، موضحة "حتى مع انفصال الشريكين يواصل كل واحد منهما أداء دور الأب والأم ويبقى التواصل الأسري, سعيا إلى تفادي أي تأثير سلبي". وكلما كانت الزوجة مستقلة من الناحية المالية نجحت في تفادي التأثير السلبي للطلاق على أبنائها لأنها لن تستغلهم في معركتها ضد طليقها، تقول السباعي، مضيفة "إلى جانب أنها ستحرص على أن يعيشوا حياة هادئة وبنفسية إيجابية اقتناعا منها أن الطلاق ليس نهاية العالم وأيضا أنه الحل المثالي للعلاقة وأفضل من زيجات تستمر هروبا من نعت الزوجة بلقب مطلقة". أمينة كندي