أصيب العديد من المنتخبين "الكبار" بذعر شديد، منذ وضع محمد مبديع، مهندس الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد، الممتدة إلى 2030، في الزنزانة. ويروج حديث قوي في ردهات البرلمان عن منتخب كبير، حصل على "تسبيق مالي" في حدود مليار، عبارة عن "إكرامية" في صفقة خاصة باقتناء سيارات النقل المدرسي، وتوزيعها على الجماعات من أجل محاربة الهدر. لكن "المنتخب الكبير" لم يفعل الصفقة، التي أبرمها مع شركة محظوظة، تعامل معها لمناسبات سابقة، و"كال وشرب" معها "حتى شاط الخير"، خوفا من أن يطوله الحساب، لأن تكلفتها مرتفعة جدا، ولا يمكن أن يقبلها العقل، وتشكل عنوانا بارزا للفساد المالي وهدر المال العام. وبعد الخوف الذي دب في نفسيته، لم يحسم هذا "المنتخب الكبير" في الصفقة، سواء بإتمامها، أو إرجاع "الكرمومة" إلى صاحب الشركة، الذي بات لا يبرح مقر المؤسسة المنتخبة، ويزورها في كل وقت، بحثا عن جواب نهائي، حتى لا تذهب "أمواله" هباء منثورا. عبد الله الكوزي