عبرت جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء، الجمعية الأكبر على المستوى الوطني التي تضم 640 طفلا وطفلة يتحدرون من أسر فقيرة ومعوزة، عن امتعاضها من سلوك التجاهل الذي عبر عنه وزير في حكومة جلالة الملك، وعدم رده على مراسلات رسمية تطلب إجراء مقابلة. وقال علي رضوان، رئيس الجمعية، في تصريح لـ"الصباح"، إن تصرف وزير الشباب والثقافة والتواصل، ينتمي إلى عهد غابر كان فيه المسؤولون يكنون كثيرا من الاحتقار إلى جمعيات المجتمع، ويبخسون الأدوار التي تقوم بها في المجتمع. وأكد رئيس الجمعية أن تجاهل مراسلات الجمعية المؤرخة في 10 أبريل 2023، يترجم باعتباره تحقيرا للدستور المغربي، ولتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يوصي، في عدد من خطبه، بإيلاء العناية اللازمة إلى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتبوؤوا المكانة التي تليق بهم، خصوصا الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية. ونقل علي رضوان مشاعر الاستياء والغضب التي عبر عنها أعضاء الجمعية وآباء وأولياء الأطفال وأصدقاؤهم تجاه الوزير الذي لم يكلف نفسه عناء الجواب على المراسلة، سواء بالقبول، أو الرفض، أو الاعتذار، في تجاهل صارخ لأعراف الإدارة العمومية في التعامل مع مراسلات المواطنين وشكاياتهم. وتتوفر "الصباح" على المراسلة الأولى لطلب المقابلة المؤرخة في 10 أبريل 2023 التي وصلت إلى الوزارة عن طريق البريد المضمون، كما تتوفر على مراسلة التذكير الثانية المؤرخة في 9 ماي 2023 التي توصل بها الوزير بالطريقة نفسها. وذكرت المراسلة الأولى، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بالحيز الكبير الذي تحتله جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء في خارطة الجمعيات الوطنية المهتمة بهذه الفئة، مؤكدة أن الجمعية تضم 640 طفلا وطفلة يتحدرون من أسر فقيرة ومعوزة، كما تتوفر على عدة مراكز بالعاصمة الاقتصادية وضواحيها، وتولي اهتماما كبيرا بالمجال الرياضي. وقالت الجمعية إن الأطفال الذين ترعاهم، سبق لهم أن شاركوا في عدد من التظاهرات الرياضية وفازوا بجوائز، سواء في المسابقات الدولية، أو الوطنية وحققوا أرقاما قياسية، ملتمسة من الوزير تخصيص لقاء مع رئيسها وأطرها للتداول في عدد من القضايا التي تهم هذه الفئة الشابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والإكراهات التي تواجهها من أجل تحقيق مزيد من التألق ومنح الفرص إلى الشباب من أجل تفجير طاقاتهم في عدد من المجالات. وبعد مرور حوالي شهر على توصلها بهذه المراسلة، لم تتلق الجمعية أي رد من الوزارة، فاضطرت إلى تحرير مراسلة أخرى، ذكرت فيها بما سبق، كما اعتبرته تجاهلا لها، وتسفيها لقيمة التواصل مع الجمعيات والمجتمع المدني، التي من المفروض أن تكون في مقدمة اهتمامات الوزارة. ي. س