أجهز رفقة ابنه وحارس على عامل بضيعة وعلقوه للإيهام بانتحاره يمثل النائب الأول لرئيس جماعة سيدي بطاش بإقليم ابن سليمان، القيادي باللجنة المركزية للحزب الذي ينتمي إليه، وابنه وحارس ضيعتهما الفلاحية، في حالة اعتقال، بعد غد (الاثنين)، أمام غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، لمناقشة ملف مثير، يتابع فيه الثلاثة بجرائم التعذيب والقتل مع سبق الإصرار والترصد، بعدما انتهى التحقيق التفصيلي بأن الاتهامات المسطرة ضد المشتبه فيهم ثابتة في حقهم رغم إنكارهم، بالاعتماد على أدلة ضمنها تسجيلات لكاميرا مراقبة والعثور على سلسلة عنق لابن السياسي. وفي تفاصيل النازلة المثيرة، أجهز الأب والابن على الضحية، بعد أن عمدا رفقة الحارس إلى تعليقه بواسطة أسلاك بأحد الإسطبلات بدوار أولاد سالم بجماعية سيدي يحيى، وبعدها حاولوا إيهام عائلته والدرك الملكي، بأنهم عثروا عليه منتحرا، قبل أن يفضح جهاز تخزين تسجيلات الكاميرات، "دي في إير" الواقعة، ويجد المتهمون الثلاثة أنفسهم أمام متابعات ثقيلة تصل إلى عقوبة الإعدام. وعاين رجال الدرك، أثناء وصولهم إلى مسرح الحادث، جثة معلقة، وبفحصها بالعين المجردة عثر بها على علامات دالة على آثار العنف، وهو ما أثار شكوكا حول الوفاة، ليستعين المحققون بكاميرا مثبتة بالضيعة، كما باشروا حملة تمشيط بالكلاب البوليسية المدربة، وجرى حجز أغراض تخص الهالك، ويتعلق الأمر بسروال به آثار دماء، وعصا كبيرة الحجم تحمل بعض البقع الحمراء ومعطف، وأحيلت المحجوزات على المختبر الجيني للدرك الملكي بالرباط، قصد إنجاز خبرة عليها. كما جرى تشخيص المكالمات الهاتفية بين مستعملي مختلف الشبكات الوطنية في محيط الربط القريبة من مسرح الجريمة، وأثناء الاستماع إلى والدي الضحية أكدا أنهما يشكان في المنتخب وابنه في قتل الهالك وتعليق جثته بالإسطبل. وأثناء الاستماع إلى الابن أكد أن الهالك كان يعيش ظروفا نفسية صعبة، مضيفا أنه حضر رفقة والده على متن سيارة، وتوجه نحو منزل أسرة المفقود لاستفسارهم عن مكانه، وبعدها تلقى مكالمة هاتفية رفقة الحارس من والد المختفي، يطلب منهما تفتيش حقل مغروس بالذرة، لكنهما لم يعثرا عليه، وفي مرحلة ثانية من البحث وجداه معلقا بإسطبل، وبعد اطلاع الدرك على جهاز التسجيل تبين لهم أن المجنى عليه تسلق الضيعة أثناء ولوجه لعمله. وأوضح مصدر "الصباح" أن ابن المنتخب صرح بوجود خلاف سابق مع شقيق الهالك الذي اعتدى عليه، فاتضح للدركيين بأن الأمر يتعلق بقضية تتعلق بتصفية حسابات، وقعت منذ حوالي ثلاثة أشهر، ما تسبب للموقوف بكسر في يده. ورغم إنكار المتهمين الثلاثة للجرائم المنسوبة لهم، اعتبر قاضي التحقيق وجود أدلة كافية على ارتكابهم لجرائم التعذيب والقتل، حيث أظهر لف السلك الحديدي بطريقة محكمة أنها بفعل فاعل، كما أن الجثة حملت بالجانب الأيسر علامات الضرب والجرح، وهو ما خلصت إليه نتيجة تقرير الطب الشرعي، إضافة إلى العثور على عصا بجانب جثة الهالك داخل الاسطبل بها بقع حمراء، استعملت في الاعتداء على الهالك قبل وفاته. والمثير أن سلسلة عنق تعود لابن المنتخب عثر عليها الدرك الملكي، وصرح الموقوف أنها في ملكيته، ففضحته في الأبحاث التفصيلية، بعدما اعتبرت أنها سقطت أثناء تعليق الضحية، ما يدل على أنه كان حاضرا داخل الإسطبل الذي عثر فيه على الجثة. كما فضحت الكاميرا التي أظهرت الابن يقوم باقتلاع جهاز التسجيل المثبت على باب الاسطبل، وهو ما يفسر أن غايته من ذلك قيامه رفقة المتهمين الآخرين (الأب والحارس)، بتعليق الجثة بعد الإجهاز عليها، وعدم توثيقها بواسطة الكاميرات. عبد الحليم لعريبي