أمريكا تلحقها بالتراب المغربي وتتفوق على عواصم عربية في وقت تروج فيه عصابة البوليساريو شائعة حول حرب افتراضية بأقاليمنا الجنوبية، جاء الجواب الامريكي ليقطع الطريق عن التضليل، إذ صنفت مؤسسة "غلوبال ريزيدانس إندكس" الأمريكية، الداخلة أنها المدينة العربية الخامسة الأكثر أمانا، متفوقة على عواصم دول عربية متقدمة. وتكمن أهمية هذا التصنيف في أن هذه المؤسسة الأمريكية العريقة، والتي يعتمد على تصنيفها المستثمرون وأصحاب رؤوس الأموال على الخصوص، في أنها ألحقت لأول مرة الأقاليم الجنوبية بالمغرب، واختارت الداخلة لدراسة مؤشر الأمان فيها، بعد أن كان الأمر يقتصر على المدن الداخلية، وهو وجه آخر للاعتراف الأمريكي الرسمي بمغربية الصحراء، علما أن النتائج نشرتها قناة الحرة الأمريكية الرسمية أيضا. ومكن ضم الأقاليم الجنوبية إلى خارطة المملكة، من تحسين مؤشر الأمان في البلاد، إذ أصبح المغرب ضمن 60 دولة في العالم التي تتمتع بالأمان، إذ حل في الرتبة 58 عالميا، وهو تصنيف مهم لم تحصل عليه دول أوربية كثيرة، فما بالك بالجوار الإقليمي والقاري. واحتلت الداخلة المركز 49 عالميا، ضمن أكثر المدن آمانا، في حين حلت الجزائر العاصمة في المركز 98 عالميا. وعلى مستوى العالم العربي، حلت الداخلة في المركز الخامس، بعد أبو ظبي (12 عالميا) والمنامة (13 عالميا) والدوحة (25 عالميا) ودبي (32 عالميا، لكنها تقدمت على العاصمة الرياض (51 عالميا)، وعن مسقط وجدة والكويت وعمان. وأما بالنسبة إلى الخريطة التوضيحية التي نشرتها المؤسسة، والتي توضح مركز كل بلد ودرجة المخاطر المحدقة به، فإن المغرب يعيش وضعا جيدا في ما يتعلق بالأمان، إذ حل في المركز 58 عالميا، في حين أن دول المغرب الكبير لم تحصد نتائج إيجابية، من قبيل الجزائر (126 عالميا) وتونس (84) عالميا وليبيا (174 عالميا) وموريتانيا (124 عالميا). وأما بالنسبة إلى مستوى المخاطر التي تهدد البلدان، والتي أجملتها المؤسسة في ثلاث، فإن المؤشرات جيدة جدا في المغرب، إذ تقول الخريطة إن مستوى المخاطر السياسية منخفض، الأمر نفسه بالنسبة إلى المخاطر الأمنية، لكن مستوى مخاطر الكوارث الطبيعية متوسط. وبالمقابل فإن دول الجوار وضعهتا خريطة المخاطر في مستويات عالية، فالجزائر مثلا قالت المؤسسة إن مستوى المخاطر الثلاثة فيها عال، وأما تونس فمستوى المخاطر الثلاث متوسط، في حين أن مؤشر المخاطر السياسية متوسط في موريتانيا، وسجلت المؤسسة الأمريكية مستوى عاليا في الخطرين الطبيعي والأمني. عصام الناصيري