معرض تشكيلي بالبيضاء يستعيد رموزا من الثقافة الشعبية يتواصل برواق Living 4 ART بالبيضاء، إلى غاية 3 يونيو المقبل، معرض فردي للفنانة التشكيلية خديجة الحطاب بعنوان "همسات صمتك". وحسب الورقة النقدية المواكبة للمعرض فإن خديجة الحطاب تسعى من خلال هذا المعرض إلى إبراز أهمية التفاعل مع الآخر، الذي يشكل حاجة أساسية على الصعيدين الفردي والجماعي، باعتبار أن نجاح وسعادة كل شخص يرتبطان بقدرته على بناء العلاقات مع الآخرين والاعتناء بها. وأوضحت الحطاب في تصريحات إعلامية، أن المعرض يضم أزيد من أربعين لوحة تشكيلية من مختلف الأحجام، يعتبر دعوة موجهة للجميع من أجل العمل على "تقوية التواصل بالآخرين وبالذات، وتحقيق توازن في علاقاتنا مع الأفراد المحيطين بنا ومع بيئتنا، وبناء روابطنا مع إنسانيتنا». وحسب الفنانة التشكيلية فإن نشر وتعزيز هذه القيم من خلال الممارسة الفنية هما حجر الأساس للتنمية الاجتماعية والمجتمعية. وتساعد هذه العلاقة بين الأفراد، تضيف الحطاب، على بناء الرابط الاجتماعي الذي يساعد على التنمية والرفاهية الذاتية، مؤكدة أنه من أجل نجاح هذه العلاقة، يجب إبراز مهارات الاستماع والتعاطف، والقدرة على الحضور في بيئة المحيطين بنا، وفهم الذكاء العاطفي، حيث تسمح لنا هذه المهارات بضبط أفعالنا وردود الفعل الخاصة بنا وبالتالي موقفنا من الآخرين. من جهته، اعتبر كمال مصطفى ناقد وفنان تشكيلي أن هذا المعرض بمثابة تحول كبير في مسار الفنانة الحطاب لأنها حاولت أن تعالج الكثير من القضايا المتعلقة بالمرأة العربية والمغربية، وبالتالي فإن الألوان التي اختارتها هي أكثر انفتاحا وتعبيرا عن واقع المرأة العربية. و يضيف كمال، أن هذه الفنانة العصامية استطاعت أن تدمج مجموعة من الرموز والعلامات المتعددة من الثقافة المغربية ومن التراث الشعبي المغربي. تجدر الإشارة إلى أن خديجة الحطاب، التي ولدت في الدار البيضاء، فنانة تشكيلية موهوبة تعكس أعمالها شخصيتها ورؤيتها للعالم، ونشأت في بيئة حيث كان الفن دائما موجودا. فمنذ صغرها، جذبتها الموسيقى والسينما والأدب والفنون البصرية. لم تتبع الحطاب تعليما أكاديميا في الفنون التشكيلية، بدلا من ذلك، اختارت اتباع غريزتها والسماح لشغفها بالفن بتوجيهها في مسارها الفني. وبدأت بالعرض في أوساط محدودة وخاصة لتتمكن من قياس رد فعل الجمهور على عملها. ع . م