أساتذة ومدارس و»يوتوبرز» يتنافسون لجلب أكبر عدد من التلاميذ تنتشر في هذه الفترة من السنة، إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، لجمعيات وأساتذة ومعلمين ومدارس، خاصة بدروس التقوية تحضيرا للامتحانات بشتى المسالك التعليمية. وعاينت "الصباح" منذ بداية ماي الجاري، انتشارا واسعا لهذه الإعلانات، بشكل غير مسبوق، وتنافسا شرسا بين الأساتذة والمدارس على جذب عدد أكبر من التلاميذ، وخاصة تلاميذ الباكلوريا، إذ تختلف الأسعار من جهة إلى أخرى. ومن خلال بحث قصير قامت به "الصباح"، فإن أغلب الأساتذة والمعلمين يعمدون إلى تنظيم دروس للتقوية في منازلهم وفي أماكن خاصة، تم كراؤها لهذا الغرض، على غرار المقاهي وأقسام في مدارس تعليمية ابتدائية، بأثمنة تتراوح بين 150 درهم و500 للساعة، حسب التخصص والمستوى التعليمي. وينشط عدد كبير من هؤلاء الأساتذة، في الأحياء الشعبية، فيما يركزون على المواد التي يجد التلاميذ صعوبة في فهم دروسها، على غرار الرياضيات والتربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، ناهيك عن مواد علمية أخرى. أما بخصوص المدارس الخاصة، فإن الأسعار ترتفع إلى أرقام قياسية، يمكن أن تصل إلى 3000 درهم للشهر، مع توفير تخصيص ساعتين في اليوم من الاثنين إلى الجمعة. وتحاول هذه المدارس إقناع التلاميذ المسجلين لديها بإضافة مبلغ مالي لحضور دروس التقوية الليلية، مع أساتذتهم أنفسهم، فيما تقترح مبالغ أخرى على التلاميذ غير المسجلين لديها، من أجل جلب عدد أكبر منهم. وباتت دروس التقوية والدعم "موضة" لكل المدارس الخاصة، لجلب مداخيل إضافية، إذ أغلب هذه المدارس تطلق هذه الدروس الليلية في نونبر وأكتوبر من كل سنة، ولا تنتظر ماي أو أبريل، من أجل بدء العمل الليلي. وإلى جانب الأساتذة والمدارس الخاصة، تبرز قنوات وصفحات خاصة بدروس الدعم، ينشطها شباب، منهم أساتذة ومنهم من لا علاقة له بالميدان، لكنه يجيد فن الإلقاء، ويستغله من أجل جمع أكبر عدد من المشاهدات. وبنظرة بسيطة على قنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، متخصصة في دروس التقوية، ستجد أن عدد مشتركيها يتضاعف بكثرة كلما اقترب توقيت الامتحانات، إلى درجة أن هناك قنوات بلغ عدد متابعيها إلى حدود فاتح ماي الجاري، ما يناهز 25 ألف تلميذ. ويحاول هؤلاء المتخصصون جلب أكبر عدد من التلاميذ، بالقول إن الدروس ب"المجان" وباختيار توقيت مناسب لطرح الدروس، على غرار المساء ابتداء من السابعة، ناهيك عن توفير "خدمة مؤدى عنها"، تتمثل في بعث دروس ورقية للمتلقي أو لقائه في درس استثنائي، مقابل مبلغ مالي يعتبرونه "رمزيا"، لا يتعدى 500 درهم. ورغم تأكيدهم على مجانية هذه الدروس، فإن هؤلاء "اليوتوبرز" يقدمون خدمات مؤدى عنها، خارج الفيديوهات التي ينشرونها، على غرار طبع الوثائق وتقديم أوراق امتحانات تجريبية. العقيد درغام