شروط السلامة تسائل السلطات الإقليمية بسبب تكرار حوادث الانهيارات تسبب انهيار جبل من صخور الرخام في دفن ثلاثة عمال، أول أمس (الثلاثاء)، بجماعة سيدي لامين دائرة كاف النسور، بإقليم خنيفرة، وتمكنت فرق الإنقاذ المكونة من مختلف الأجهزة الأمنية، من إنقاذ أحد العمال، في اللحظات الأولى من الانهيار، كما انتشلت جثة شاب بعد ساعات، وما تزال جثة العامل الثالث تحت الأنقاض. ويتعلق الأمر بعمال يشتغلون بمقلع متخصص في أحجار الرخام، المستعملة في أنشطة البناء، وجلهم شباب من أبناء المنطقة، ولحسن الحظ أن عدد الذين سقط الجبل فوق رؤوسهم كانوا ثلاثة فقط، وتمكن أحدهم من النجاة، في حين توفي الثاني، وهو شاب لم يتجاوز عمره بعد 18 سنة، وهو مساعد للضحية الثالث، الذي لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال جثته بعد مرور أكثر من 24 ساعة، وهو سائق الجرافة التي تعمل في المقلع. وأظهرت مقاطع فيديو لحظة انهيار الجبل، في ما يشبه مشهدا سينمائيا، بسبب قوة الانهيار، إذ تفتتت الصخور الكبيرة وتصاعد الغبار والأتربة في السماء، ما خلف أطنانا من الركام، عقدت مجهودات فرق الإنقاذ، إضافة إلى عدم قدرة الجرافات على إزاحة بعض الصخور الكبيرة، ما اضطرها إلى استعمال المتفجرات، قصد الوصول إلى الضحايا. وخلف الحادث صدمة كبيرة للسكان المحليين، خاصة أن الضحايا من أبنائهم، إذ تجمهر السكان في مشهد يشبه حادثة الطفل ريان، وقالوا في تصريحات صحافية، إنها ليست المرة الأولى التي يموت فيها العمال داخل هذه المقالع المنتشرة في الإقليم، إذ أوضح أحدهم أن الضحايا يتجاوزون 22 شخصا. وحذرت اللجنة الإقليمية للمقالع صاحب المشروع أكثر من مرة، بسبب الطريقة المعتمدة في الاستغلال واستخراج الرخام، الأمر الذي أدى في النهاية إلى انهيار كبير، إذ حسب شهود عيان كان الحفر عموديا وليس متدرجا، وهي طريقة معتمدة في المقالع لتجنب الانهيارات. وهناك استغلال كبير لعمال المقالع في مختلف نقاط الاستخراج بالإقليم، إذ أن جلهم يشتغلون بدون عقود ولا تغطية صحية أو ضمان اجتماعي، ما يطرح السؤال حول تنظيم هذه الصناعة الاستخراجية، التي يموت فيها الكثير من المغاربة في مختلف مناطق المغرب، والتي لا يحترم القائمون عليها شروط السلامة، ولا يراعون حياة العمال. عصام الناصيري