ما هو أصل حرب عساكر السودان؟ أصل إشكال الحرب القائمة في السودان، يتجلى في خلافات بين الفرقاء حول بناء المجتمع، ولأول مرة أسهم الاتحاد الإفريقي في المس ببند ترسيم الحدود الجغرافية الموروثة عن الاستعمار. وتم فصل جنوب السودان عن باقي التراب السوداني، من خلال خرق بند أساسي في الاتحاد الإفريقي، الرامي إلى عدم المس بالحدود الموروثة عن الاستعمار، بمساهمة فعلية من تابو إيمبيكي، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، ورمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري السابق، اللذين عملا بأقصى ما يمكن في لجنة السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، على تمزيق التراب السوداني، وبموافقة الجنرال عمر البشير. من هم الفاعلون ميدانيا في الحرب الأهلية؟ اعتقد الجنرال البشير عن خطأ أنه سيفلت من عملية تقسيم تراب بلده، فحصد السراب، بعدما لعب إيمبيكي ولعمامرة ورقة الانفصال الذي انتشر بأشكال مختلفة، مثل بروز ميليشيات مسلحة، مع وضع خريطة جديدة للبلاد، بإبراز مكون عسكري، وآخر مدني سينتظر 8 سنوات لتسلم السلطة، وكان من المتوقع توقيع اتفاق في 5 أبريل بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، والجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان، تتمثل في دمج الميلشيات في الجيش النظامي، ومنح حميدتي مكانة لائقة به، لكن ذلك لم ينجح. لماذا لم ينجح الاتفاق بينهما؟ لوجود حرب مصالح حول من سيتحكم في آبار الغاز ومناجم الذهب، وعملية الشحن والنقل والبيع، إذ حرص كل واحد منهما على التحكم في مسار الخيرات الموجودة تحت الأرض، وتلاعب الشركات بهما، وهي التي تسيطر على ذلك بتحقيق عائدات مالية. وحاول التنظيمان التموقع الجغرافي، لذلك رفضا التوقيع على الاتفاق الذي كان سيسهل حصول فترة انتقالية مدتها 8 سنوات، يدبرها الجيش النظامي، قبل منح السلطة إلى المدنيين. وبسبب عدم التوقيع على الاتفاق، سيطر كل طرف على مطار خاص به، وانطلقت شرارة الحرب، التي لا يمكن لأي طرف حسمها، رغم أن الجيش النظامي يمتلك ترسانة سلاح ثقيلة، فيما تتقن قوات الدعم السريع حرب الشوارع والعصابات. ودعت أمريكا الطرفين إلى إيجاد تسوية بينهما، لتفادي تدخل قوات فاغنر الروسية لدعم قوات الدعم السريع، المدعومة من قبل بعض الدول العربية، كما اقترحت إسرائيل إجراء وساطة بين الطرفين المتحاربين. أجرى الحوار: أحمد الأرقام * الموساوي العجلاوي أستاذ باحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية