وفاة طفلة ببومية وممرض بأزرو حول فيلا إلى عيادة إجهاض يدفع الخوف من الفضيحة وتبعاتها بمجتمع لا يرحم، قاصرات وذويهن للتخلص من أجنة في أرحامهن حملن بها في علاقات غير شرعية. قد يلجأن لإجهاضها بطريق تقليدية فيخسرن أرواحهن في أحايين كثيرة، أو يرتمين بين يدي أفراد شبكات مختصة تستنزف جيوبهن للتخلص من جنين "العار" واستعادة حياتهن الطبيعية. قاصرات توفين أثناء محاولة إجهاضهن بطرق تقليدية وباستعمال أدوية أو مواد سامة، أشهرهن ابنة قرية بومية توفيت أثناء محاولة إجهاضها سرا للتخلص من حملها من شاب عشريني غرر بها، واستغلها جنسيا شهورا بعدما كانت تتردد بشكل متواتر على منزله الشاهد على عمليتي الفتك بجسدها الصغير وإزهاق روحها. تقني بمستشفى أزرو بإفران وزميلته من ميدلت، تكلفا بإجهاض الطفلة وعمرها 14 سنة، بتنسيق مع العشيق وبعلم أم حلمت بإنقاذ ابنتها من "الشوهة"، لكنها استفاقت على كابوس وفاتها، فشلت المحاولة وماتت أمام أنظارهم واعتقلوا وتوبعوا، وتحركت موجات الغضب الافتراضي والواقعي، لم تهدأ بعد، في انتظار حكم عادل. كثيرات من أمثالها وبمختلف المدن، اخترن ما اخترته للتخلص مما في أرحامهن، ونجون، ونسبة مهمة منهن كتمن أسرارهن ويعشن حياتهن، عكس أخريات قد يقعن في الخطأ نفسه ويلجأن للإجهاض سرا بأماكن تفتقد للشروط الصحية ومن قبل أشخاص لا دراية لهم، نسبة مهمة منهم ممرضون أو "قابلات" حولن منازل، عيادات خاصة. يعتمدون على خبرتهم ومواد وأقراص طبية محظورة، عادة ما تستعمل في الإجهاض ونسبة مهمة منها مهربة. ومنهم ممرض حول فيلا ضاحية أزرو عيادة للإجهاض السري في ظروف تشكل خطرا على صحة الحوامل، كبيراتهن وصغيراتهن وأجنتهن، قبل اعتقاله من قبل الدرك وحجز معدات ذلك وأدوية مختلفة مضادة للالتهابات. شبكات مختصة فككت في فترات متباعدة، اثنتان منها بأزرو وثالثة بمكناس ورابعة بفاس. وأغلب المتورطين فيها ممرضون وأطباء وعائلات القاصرات وعشاقهن. وأشهرهن ممرض فتح منزلا بأزرو، "لتشريح" أرحام نساء من مختلف الأعمار، وزميل له، إضافة إلى شبكتي فاس ومكناس كثيرتي العدد، المفككتين في فترتين مختلفتين. شبكة فاس تتكون من 7 أفراد أصدرت المحكمة أحكاما متفاوتة في حقهم. سنة حبسا نافذا في حق طبيب نساء وتوليد وسط المدينة الجديدة حرم من مزاولة المهنة للمدة نفسها، لقيامه بعمليات إجهاض غير قانونية وبصفة معتادة آخرها قاصر، ضبط متلبسا بإجهاضها بعدما حملت من علاقة جنسية مع شاب محال على الجنايات. الطبيب جند فريقا من مساعديه في مثل هذه العمليات، ومنهم ممرضة بعيادته حكم عليها بنصف المدة موقوفة التنفيذ رفقة 3 زميلات لها وموظف تورط في تزوير التزام، مع حرمانها وباقي الممرضات من مزاولة مهنة التمريض للمدة نفسها أو مزاولة أي وظيفة أو القيام بأي عمل بأي صفة كانت في مصحة أو دار للولادة تستقبل نساء. هذه الشبكة فككتها الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، بناء على معلومات دقيقة بعدما تناهى لعلمها قيام الطبيب بعمليات مماثلة واستعداده لإجهاض القاصر التي سعت وأختها للتخلص من جنينها، خوفا من العار أو أي رد فعل من عائلتها، وبمساعدة زميلاتها، ووسيطة دلتها على الطبيب وساعدتها في ترتيب زيارتها واستقبالها. حميد الأبيض (فاس)