فرض شباب السوالم شخصيته، وصنع هويته، في صمت بكرة القدم الوطنية، ويسير نحو ضمان البقاء دون ضجيج، بينما تتعذب أندية كبيرة أخرى، بات حبل النزول يلتف حول أعناقها التفافا. فالفريق يجري جميع تداريبه ومبارياته خارج الميدان، كما أنه صاحب أضعف ميزانية بين أندية القسم الأول، وغير مدربه ثلاث مرات. وسرح الفريق ثلاثة من نجومه عماد الرياحي إلى المغرب الفاسي، وعادل الرحيلي إلى قطر، ومصطفى الصهد، إلى الجيش الملكي، وغادره مدربه زكرياء عبوب في توقيت حاسم من الموسم الكروي، وكان الجميع يتوقع انهياره، لكنه واصل صموده وتوهجه كأن شيئا لم يحدث، فما السر في كل ذلك؟ يعود الفضل الكبير في ما وصل إليه شباب السوالم إلى المدرب السابق رضوان الحيمر، ليس بالنظر إلى النتائج التي حققها، أو اللاعبين الذين جلبهم بأقل تكلفة، بل لأنه جعل النادي يفكر بفكره، فالسنوات الطويلة، التي قضاها هناك، ساعدته على نقل أفكاره إلى المسيرين ومحيط الفريق، ومازالت راسخة إلى اليوم. هذه الأفكار مبنية على قناعة أساسية هي أن العمل أهم من المال، وأن حسن الاختيار أهم من كثرة الإنفاق، وأن لاعبا مجتهدا راضيا عن وضعه، ومستقرا نفسيا، أفضل من نجم غاضب لا يتوصل بمستحقاته. فهذا النهج سار عليه زكرياء عبوب، وطوره، واستمر عليه أيضا بوشعيب المباركي، المدرب الحالي، لذلك يمكن القول إن شباب السوالم هو واحد من أندية قليلة في الكرة الوطنية تضع إستراتيجية تناسب إمكانياتها، سواء عن قصد أو دونه. أما على المستوى التقني، فإن النادي كان ذكيا في تسريح نجومه الثلاثة، لتحقيق بعض التوازن المالي، وكان ذكيا أكثر لأنه كان يعرف أنه رغم جودتهم، فهم ليسوا مؤثرين في أداء الفريق، كما يفعل لاعبون آخرون في صمت، مثل أمين لمسن وياسين الغزواني ومحسن الربيبي وجبريل سيلا وهشام العلوش والمهدي موهوب وغيرهم. بالتوفيق. عبد الإله المتقي