انتقام بشع

محاكمات غير عادية 5 استدرجا الضحية إلى منزلهما وعمدا إلى تخديرها والاعتداء عليها بواسطة قنينة هي قضايا غير عادية، ليست بسبب موضوعها أو خطورة الجرم المرتكب أو حساسيتها، وغيرها من الأسباب التي يمكن أن تطبع المحاكمة وتجعلها تخرج عن المألوف. المثير في هذه القضايا أن بطلاتها نساء، إما ضحايا أو مذنبات، تفنن في طريقة تدبيرها بنكهة خاصة اختلط فيها المكر والذكاء، لأجل الدفاع عن حقوقهن بشتى الوسائل، كما تمكن من شد الانتباه إليهن، وظلت قاعات المحاكم وذاكرة قضاة ومحامين وباقي ممتهني العدالة شاهدة عليها. كريمة مصلي لا يمكن لأي كان أن يتنبأ بما يمكن أن ينجم عن زوجة تكتشف خيانة زوجها، وإن كان الأمر مجرد إشاعات وأحاديث صالونات، دون دليل مادي يمكن الاعتماد عليه. نار الغيرة التي اشتعلت في قلب "عائشة"، كانت قوية ولم تتقبل أن يكون زوجها على علاقة بامرأة ثانية، حتى وإن كانت تلك العلاقة قبل الزواج، وحتى وإن كان كما أخبرها الأمر مجرد نزوة انتهت قبل أن تبدأ. ما سمعته عن جمال الحبيبة السابقة لزوجها دفعها إلى النبش في الماضي والبحث عنها، فبداخلها شعور أن استمرار وجودها على قيد الحياة يشكل بالنسبة إليها خطرا محدقا، يمكن في أي لحظة وقوعه، ظلت لأشهر على تلك الحالة ورغم أن الزوج أكد لها أنه لم تعد تجمعه بتلك الفتاة أي علاقة لم تصدقه، لتزرع بداخله هو الآخر فكرة الانتقام من الحبيبة السابقة، التي تركته لفقره واختارت العيش رفقة شخص ثان. وفي الوقت الذي كان يفترض فيه أن يعمد الزوج إلى طرد تلك الأفكار من مخيلة زوجته، انخرط في اللعبة وأضحى هو الآخر يفكر في الانتقام لنفسه وكرامته، وشرع في التخطيط إلى جانب زوجته حول الطريقة التي تشفي غليلهما، وفي تلك اللحظات استرجع الزوج ما عاشه مع حبيبته والهدايا التي كان يغدقها عليها نظير الاهتمام به، وإصراره على التشبث بها، رغم أنها كانت في كل مرة تطلب منه إنهاء هذه العلاقة. أعاد الزوج شريط الذكريات إلى الوراء ليس لاسترجاع حنين الماضي، بل لرغبة دفينة في الانتصار لكرامته ورد الاعتبار، بعدما قررت تلك الحبيبة إنهاء العلاقة معه. اختار الزوجان الانتقام من المرأة التي كانت على علاقة بالزوج، بأبشع الصور، إذ عمدا إلى تعريض الضحية لاعتداء جنسي بواسطة قنينة خمر، أحدثت لها أضرارا استدعت نقلها إلى المستشفى، بعدما تخليا عنها. اكتشفت الجريمة بعد دخول الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج، إذ وقف الطاقم الطبي على تعرضها لاعتداء جنسي خطير، الشيء الذي أدى إلى إخبار المصالح الأمنية بالواقعة، التي انتقلت إلى المستشفى حيث تخضع الضحية للعلاج وتمكنت من معاينة الضحية والاستماع إليها. لم ترغب الضحية في البداية الكشف عن المعتدين، مخافة تنفيذهما لتهديداتهما بالقتل، إن هي أفصحت عن هويتيهما، لكن إصرار العناصر الأمنية والتطمينات التي قدمتها لها، أعادت إليها بعض الثقة لتخبرها عن مقترفي تلك الجريمة البشعة، التي كادت أن تودي بحياتها. سردت الضحية الاعتداء الذي تعرضت له على يد الزوجين، بسبب علاقة قديمة كانت تربطها بالزوج، وأكدت أنه ليلة الحادث استدرجاها إلى منزلهما وعمدا إلى تخديرها وتجريدها من ملابسها والاعتداء عليها بواسطة قنينة. ولم يكتف الجانيان بذلك، بل عمدا إلى توثيق الجريمة عبر مقاطع فيديو، لأجل ابتزاز الضحية. ما قدمته الضحية من معلومات ساعد في الكشف عن هوية المعتديين وإيقافهما وإحالتهما على المحاكمة لبشاعة الجرم المقترف.

انتقام بشع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فرار سجين يحرج أمن مراكش

رفيق بوبكر : الوضوء والصلاة بالخمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات