مقاه تحولت إلى شبه قاعات للحفلات يقصدها زبائن للرقص على إيقاعات "الشعبي" تعيش منطقة "مارينا" بسلا، التي تعد من بين الوجهات التي يقصدها سكان الرباط وسلا وأيضا زوارها خلال فترة ما بعد الإفطار، على إيقاع "النشاط" والموسيقى الشعبية. ويقصد الباحثون عن قضاء أوقات ممتعة مقاهي "مارينا"، حيث لا يقتصر الأمر داخلها على خدمة بيع المشروبات أو المأكولات، بل يلجأ بعضها إلى تقديم "طبق النشاط"، حيث تتولى فرقة موسيقية العزف والغناء، سعيا إلى جلب عدد أكبر من الزبائن. وتحولت بعض المقاهي في "مارينا" إلى ما يشبه قاعة للحفلات ممتلئة عن آخرها بالضيوف، إذ يرقص أغلب الزبائن على إيقاعات الموسيقى الشعبية خلف واجهاتها الزجاجية أمام أنظار المارة من زوار الفضاء. "وكأن الأمر يتعلق بحفل زفاف، وليس بفضاء عمومي"، تقول كريمة، التي استغربت لرؤية امرأتين وضعتا حزاما على خصريهما وكانتا ترقصان بتلقائية كبيرة دون اكتراث بمن حولهما". واعتبرت كريمة أن من حق كل شخص أن يستمتع بوقته ويعبر عن سعادته لكن في حدود المعقول، موضحة "هذا الشهر له قدسيته ومكانته ولهذا ينبغي احترام ذلك". وداخل المقهى نفسها، أثارت رقصات رجل تجاوز العقد السادس من عمره انتباه المارة، الذين كانوا يتوقفون لبضع دقائق لمشاهدة طريقة تجاوبه مع إيقاعات الموسيقى الشعبية الصاخبة، ما كان يزيد من إقبال الزبائن عليها. "شاخدة، شاخدة...يا لطيف"، هكذا علق عماد على مشاهد الرقص الشعبي، معبرا عن استيائه من هذه المشاهد، التي لا تراعي الأجواء الرمضانية، ليقاطعه صديقه قائلا "لماذا هذا الاستياء. فهم فقط يعبرون عن فرحهم ومن حقهم ذلك". وكان من بين رواد المقهى ذاته كذلك زبائن حلوا بها للاحتفال بعيد ميلادهم رفقة مجموعة من أصدقائهم، والذين كانوا يطلبون من المغني أداء أغان من اختيارهم حظيت بتجاوب كبير منهم. ولا يمكن أن يكتمل استمتاع البعض بليالي "مارينا" دون ارتيادهم لبعض المقاهي التي تقدم خدمة "الشيشة"، حيث تنتشر رائحتها في كافة الأرجاء، كما أن أغلب زبائنها من الشباب. وفي الوقت الذي اختارت فيه بعض المقاهي الموسيقى الشعبية لجلب الزبائن، فإن مقاهي أخرى راعت خصوصية الشهر، من خلال تقديم وصلات من فن المديح والسماع من طرف أحد الفنانين. "إنه فضاء جيد للخروج من الروتين اليومي وتناول وجبة الإفطار في مكان جذاب"، يقول عبد الوهاب، الذي كان مرفوقا بزوجته وابنه، موضحا "إنها فرصة كذلك حتى لا تقضي زوجتي ساعات طويلة في المطبخ في تحضير الطعام". واستمتع عبد الوهاب وأفراد عائلته بأجواء الغناء ذي الطابع الديني، كما قال إنه يفكر في تناول الإفطار مرة أخرى بالفضاء ذاته، الذي كان مكتظا بعدد كبير من الزبائن، الذين حرص أغلبهم على ارتياده بلباس تقليدي أصيل. وتختلف الخدمات المقدمة من قبل المقاهي في "مارينا"، كما يبقى لكل واحدة منها فئة وفية من الزبائن، الذين يرتادونها بوتيرة شبه يومية، كما أن ضمنهم بعض الأجانب المقيمين بالمغرب. ومن بين رواد فضاء "مارينا" بسلا كذلك أشخاص فضلوا الجلوس في الكراسي المطلة على ضفاف نهر أبي رقراق، كما هو الشأن ل"الحاجة رشيدة"، التي قالت إنها ستكتفي بالاستمتاع بأجواء الليل مادامت لا تملك إمكانيات مالية للجلوس في إحدى المقاهي. "في ظل غلاء الأسعار سأكتفي بالجلوس خارج المقاهي، ف"النشاط" عندو ماليه وحتى "المديح" عندو ماليه، أما أنا فلا أفكر سوى في كيفية تدبير مصروف البيت"، تقول "الحاجة رشيدة"، التي كانت تراقب حفيدها أثناء لعبه بدراجته الهوائية رفقة مجموعة من الأطفال، الذين حلوا رفقة آبائهم. أمينة كندي