fbpx
الرياضة

حسني: فراغ قانوني بملاعب القرب

المهندس المغربي قال إنه استفاد كثيرا من التجربة الفرنسية
قال عمر حسني، مستثمر ومهندس في مجال تدبير وتطوير ملاعب القرب، إن المجال يعاني مشاكل كثيرة في المغرب، من بينها ما هو قانوني وإداري. وأوضح حسني، في حوار مع «الصباح»، أنه قدم للمغرب في 2011 لإنشاء ملاعب للقرب ومنح فرصة للشباب لولوج أندية كرة القدم خاصة، ووجد شريحة كبيرة مهتمة بالفكرة، وهو ما يفسر العدد الكبير من المستفيدين الذين انضموا للملاعب التي شيدها، وعددها وصل إلى عشرة. وأوضح حسني، أنه شيد ملاعب بالجديدة والمحمدية والبيضاء، من ماله الخاص وبقرض بنكي، دون دعم أي جهة، غير أن مشاكل عاقت عمله. في ما يلي نص الحوار:

ما هدف قدومك للمغرب؟

اخترت المجيء إلى المغرب، من أجل إقامة مشروع إحداث ناد لاستغلال ملاعب كرة القدم المصغرة، وإطلاق أكاديمية خاصة لكرة القدم بتعاون مع نادي أرسنال الإنجليزي. أجريت تقييما واتضح لي غياب بنية تحتية في المستوى يمكنها تلبية حاجيات الشباب في هذا المجال، ومن هنا أتت فكرة إحداث مشروع بإمكانه مساعدة هذه الفئة، ومنحها فرصة ولوج أندية خاصة لكرة القدم.

كيف وجدت ملاعب القرب بالمملكة؟

في 2011 كان من الصعب الولوج لملاعب القرب، باستثناء الأندية الوطنية المعروفة وبعض الأندية الخاصة التي كانت تملك ملاعب مهيأة للممارسة. وجدنا أيضا انتشارا كبيرا لكرة القدم بالشارع والشاطئ، إذ كانت مليئة بمحبي كرة القدم الهواة. عانى الشباب والأطفال بسبب هذا النقص، وكانوا ينتظرون سن 14 عاما لولوج مدارس لكرة القدم.

كيف بنيت مشاريعك وكم استغرق ذلك من الوقت؟

في 2011 بدأنا بتشييد ثلاثة ملاعب، بمقياس 30 مترا على 20، مع الاعتماد على عشب اصطناعي من النوع الجيد، مع مرمى بطول أربعة أمتار. اتفقت مع نادي الشباب الرياضي بالبيضاء ووقعنا اتفاقية في هذا الشأن، مدتها خمس سنوات، واستمررنا في تطوير البنية التحتية وجلبنا عددا مهما من الممارسين. في 2012 وصلنا لتسعة ملاعب لكرة القدم المصغرة، يمكن أن تحتضن 100 ممارس كل ساعة. تمكنا أيضا من خلال هذه الشراكة من إحداث أكاديميات لكرة القدم. في 2013 شيدنا ملعبا كبيرا لتطوير مدرسة كرة القدم وأكاديمية للكرة، ونواد خاصة وجمعيات وشركات مهتمة.

ما هي أبرز المشاكل التي أعاقت عملك؟

صادفنا مشاكل كثيرة، إذ كان علينا إيجاد عشب ممتاز، وأدوات ومعدات للممارسة والبناء، ثم الشباك وغيرها. لم تكن هناك شركات كثيرة تعمل في المجال، لتوفير المعدات اللازمة، ويصعب إيجاد منتجين لها. كان علينا أيضا إقناع البنوك وبعض التجار الذين لم يقتنعوا بالمشروع في البداية. يجب أيضا الإشارة إلى صعوبة نيل الرخص من قبل السلطات وتعقد المساطر الإدارية.

تحدث لنا عن تجربتك في مجال تدبير الملاعب؟

كانت لي تجارب في فرنسا قبل العودة للمغرب، وتلقيت دروسا وتكوينا في تطوير البنية التحتية الرياضية، من بينها تكوين مع “بونيفوت”، التي تملك عددا من الأندية في فرنسا. في 2011 وصلت للبيضاء، وتعاملت مع “كازا سوكر فوت”، رفقة نادي أرسنال، وتمكنا من تشييد تسعة ملاعب وملعب كبير وإحداث أكاديمية لكرة القدم وأخرى لكرة السلة. عملت أيضا مع وزير الرياضة السابق محمد أوزين مستشارا مكلفا بوضع خطة لتطوير ملاعب القرب، إذ أقمنا في 2015 أربعة ملاعب بالمحمدية ومدرسة لكرة القدم، وفي 2018 انتقلنا للجديدة وقمنا بالعمل نفسه. قدمت خدمات استشارية في المجال في مختلف مدن المملكة منذ 11 سنة، بالنسبة للمستثمرين الخواص.

كيف بدأت مسارك؟

كانت لي مسيرة كروية في بطولة الهواة بفرنسا، طيلة 15 سنة. اشتغلت أيضا متطوعا ومسيرا رياضيا ومؤطرا، وساهمت في تطوير كرة القدم هواة بفرنسا، إذ تعاني أغلب الفرق هناك مشاكل مالية أيضا.

هل سبق وتواصلت مع الجامعة الملكية والعصب الجهوية؟

لم أنل هذه الفرصة من قبل، وطيلة السنوات التي كنت موجودا فيها بالبيضاء، لكن بعض مسؤوليها زاروا بعض الملاعب التي شيدناها، إذ نمنح ساعات الملاعب لعصبة البيضاء، من أجل برامج التكوين الخاص بها، للاعبين والحكام، كما وفرنا ملاعب للتداريب للأندية المحترفة، مثل الرجاء والوداد. في 2013، تلقينا رسالة تنويه من قبل ناصر لارغيت، الذي اشتغل مع الجامعة مديرا تقنيا، لكن لم تكن هناك شراكة على أرض الواقع.

كم كلفتك المشاريع من المال لحد الآن؟

منذ يناير 2011، استثمرنا 10 ملايين درهم لتطوير البنية التحتية، وقمنا بتشييد مشاريع، وكان شرف لنا أن نقدم كل هذا من أجل الكرة المغربية، دون التوفر على أي مساعدة أو دعم من أي جهة، باستثناء قرض بنكي ب 200 ألف درهم، لبدء مشروعنا.

هل تعتبر المجال مربحا؟

المجال تطور كثيرا، وكنا نراه مربحا في البداية، لكننا كنا وحيدين في السوق لمدة أربع سنوات. إذا توفرت الظروف وسير المجال من قبل محترفين، فسيكون مربحا، كما يمكنه توفير فرص حقيقية.

ما هي الاختلالات التي رصدتها في المجال؟

هناك فراغ قانوني في هذا المجال، بخصوص تنظيم العقود والرخص. يجب تنظيم المجال، من أجل فسح المجال أمام إنشاء أندية، بعد اطلاع لجنة مختصة على المشاريع. يجب تأطير العاملين وأصحاب المشاريع في هذا المجال، ومنح فرصة الولوج إليه لمحترفين فقط، يملكون تجربة تصل على الأقل إلى خمس سنوات، من أجل ضمان التطوير المنشود.
أجرى الحوار: العقيد درغام

في سطور
الاسم الكامل: عمر حسني
تاريخ ومكان الميلاد: 15 يونيو 1978 بكاستر الفرنسية
مهندس مناخ
متزوج وأب لثلاثة أطفال
متخصص في تدبير وتطوير البنية التحتية الرياضية
لاعب كرة قدم سابق بفرنسا


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.