تعليمات مشددة لوضع حد لأنشطة مشبوهة لشبكات التهريب بالأقاليم الجنوبية قال مصدر مطلع إن تعليمات مشددة وجهت إلى المصالح الأمنية والدرك الملكي في الأقاليم الجنوبية لمواجهة ورشات صناعة قوارب غير قانونية تستعمل في التهريب بمختلف أنواعه. وأوضح المصدر نفسه أن معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني «ديستي»، بعد مراقبة وترصد مستودع أكدت أنه يستخدم ورشة لإعداد وتركيب وتجهيز الزوارق المطاطية وبيعها للشبكات الإجرامية المتخصصة في تنظيم عمليات الهجرة السرية الجماعية وتهريب الممنوعات عبر البحر، ما قاد فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن العيون إلى إيقاف شخص يبلغ من العمر 35 سنة، من ذوي السوابق القضائية في تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، للاشتباه في تورطه في إعداد ورشة لصناعة القوارب المطاطية التقليدية المخصصة لتنظيم عمليات الهجرة السرية. وأسفرت عملية التفتيش، التي أجريت بداخل ورشة يملكها المشتبه فيه بالعيون، عن حجز قارب مطاطي حديث الصنع، إضافة إلى حجز لفافة من مادة بلاستيكية ومجموعة من المواد والمعدات التي تستعمل في صناعة وتركيب تلك القوارب المطاطية، وكذا قناع خاص بإخفاء معالم الوجه. وتم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل الأبحاث والتحريات لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي. وتواجه المصالح الأمنية ارتفاع عدد الورشات المخصصة لصناعة «قوارب الموت»، إذ سبق أن أعلنت، في الآونة الأخيرة، عن تفكيك شبكة مماثلة في الناظور، وأخرى في طنجة وحجز عدد كبير من الزوارق المعدة للاستعمال، ومحركات من نوعيات مختلفة وتجهيزات خاصة بالصناعة والتركيب. وذكر المصدر نفسه أن شبكات التهريب والاتجار في البشر اكتسبت خبرة في صناعة القوارب، إذ تشير عدة معطيات إلى أنها تخصصت في صنع قوارب تعادل طاقة استيعابها بين 20 شخصا و25، وهي موجهة للاستعمال في أنشطة الهجرة السرية وتهريب الممنوعات، مؤكدا أن أغلبها صنعت في ورشات محلية يصنف أصحابها ضمن تجار السوق السوداء غير المصرحين بنشاطاتهم، إضافة إلى ورشات تستقبل أجزاء قوارب مستوردة من اسبانيا، خاصة من منطقة «لالينيا» (خليج الجزيرة الخضراء)، ويتم تهريبها إلى المغرب بطرق مختلفة أو عبر البحر، رفقة محركات من نوعيات مختلفة لتشغيلها، معظمها من علامات «سوزوكي» و»هوندا» و»ياماها» اليابانية. وأصبحت القوارب السرية موضوع تهديدات أمنية واقتصادية واجتماعية، ما دفع وزارة الداخلية ومؤسسات أخرى إلى التدخل للحد من امتداداتها الإجرامية بالسواحل، في ما يتعلق بالجريمة العابرة للحدود، سيما التهريب بمختلف أشكاله، والصيد غير القانوني، كما تدخلت المؤسسة العسكرية، في بعض الأحيان، بالأقاليم الجنوبية لوضع حد للاستغلال السياسي للملف. خالد العطاوي