جمعية بشائر سخرت طاقاتها الشابة لإفطار عابري السبيل والمعوزين والعاملين البعيدين عن أسرهم طالما كانت حكمة "الرجال عند المواقف" خلاصة لإنصاف ضحايا أحكام القيمة، وهو ما ينطبق على الشباب الذين عانوا من ظلم الأقاويل الناجمة عن تهور حالات معزولة، قبل أن ينصفهم العمل الميداني والمبادرات التي تفوقوا فيها. وشكل العمل الجمعوي لخدمة المجتمع حقيقة مؤكدة بالنسبة إلى الشباب، وليست سلوكا مناسباتيا للبحث عن "البوز"، قبل أن يأتي رمضان ليؤكد كيف بادر شباب الأحياء إلى تنظيم موائد الرحمان، باعتبارها إطارا جمعويا بصيغة جديدة، يشكل فرصة للتنافس على ظهور الشباب بوجه آخر، عبر الانخراط في الأعمال الخيرية، من توزيع وجبات الإفطار على المعوزين، وتغيير النظرة السلبية التي كونها المجتمع عن رجال ونساء المستقبل. من بين الجمعيات التي تستحق دخول نادي "قافزين"، جمعية بشائر للتنمية المستدامة والبيئة بالبيضاء، نظرا لما أبلته من بلاء حسن لتمكين الصائمين الذين لم تسعفهم الظروف المادية أو العائلية من وجبات الإفطار في جو عائلي ملؤه التضامن والتكافل الاجتماعي، عبر تخصيص نقاط عديدة لتنظيم موائد الإفطار، تتوزع بين زنقة العرعار بشارع للا الياقوت وإقامة الفردوس ابن تاشفين وحي المسجد. يوميات إثبات الذات الساعة تشير إلى السادسة مساء، المكان فضاء زنقة العرعار بشارع للا الياقوت بالبيضاء شأنه شأن باقي الفضاءات الأخرى المحددة من قبل المتطوعين. حركة دؤوبة تثير المارة، فالمناسبة إشراف جمعية بشائر للتنمية المستدامة والبيئة على عملية إفطار الصائمين في نسختها السادسة. وتم تخصيص يافطة كبيرة كتب عليها "موائد الرحمان طيلة شهر رمضان"، لإرشاد الراغبين في الاستفادة من وجبة إفطار مكتملة العناصر وبشكل يومي وبالمجان. وعلى بعد دقائق معدودة من موعد الإفطار، تحج وفود من الناس، رجالا ونساء شيبا وشبابا، من كل فئات المجتمع، وتقف في صف منتظم في انتظار الإذن بالدخول من قبل المنظمين لولوج قاعات خاصة بضيوف موائد الرحمان، لنيل مقاعدهم ضمن فئة "الضيوف المرحب بهم". جلسة عائلية يحرص شباب جمعية بشائر للتنمية المستدامة والبيئة بالبيضاء على استقبال الصائمين من المحتاجين والفقراء وعابري السبيل والمتشردين، وتوزيعهم على موائد منصوبة لتناول وجبة الإفطار بشكل جماعي لإشعارهم بالدفء الأسري المفقود. وتكفي زيارة فضاء بزنقة العرعار بشارع للا الياقوت، لمعاينة حفاوة الاستقبال التي يحظى بها المستفيدون، الذين يقابلون بابتسامة عريضة وعبارات من قبل "أهلا ميمتي، زيد أعمي، مرحبا بيك أخويا"، حتى يتم التخفيف من معاناتهم وتجنيبهم معاناة كيفية توفير وجبة للإفطار في ظروف صعبة وتوقيت غير كاف. وكشف يوسف الهمالي، مندوب فرع جمعية بشائر للتنمية المستدامة والبيئة بالألفة، أن موائد الرحمان هي رهن إشارة جميع الناس، سواء المعوزين أو غيرهم، وكذا عابري السبيل أو الذين تضطرهم ظروف العمل أو السفر للبقاء حتى موعد الإفطار خارج البيت وبعيدا عن الأسرة. وأكد همالي في حديث مع "الصباح"، أن الفضاء مفتوح في وجه جميع الصائمين دون استثناء، لأن شعار جمعية بشائر "حنا عائلة وحدة". وشدد المتحدث نفسه على أن الهدف من موائد الرحمان هو الرغبة في تقاسم أجواء رمضان في جو عائلي مع فئات تعاني الفقر والحاجة والأشخاص البعيدين عن أسرهم. احترام التخصصات لإنجاح عملية الإفطار يتم تقسيم المهام بين أطر وعاملي الجمعية، حسب التخصصات، بدءا من توزيع المستفيدين وانتهاء بإفطار الصائمين وتنظيف المكان. وبالإضافة إلى الطاقم الذي يشتغل بشكل دائم في جمعية بشائر، تتم الاستعانة بعدد من الرجال والنساء الذين يعانون بطالة أو يرغبون في تحسين مدخولهم، للمساعدة في عملية الإفطار، فهناك أشخاص مهمتهم الأساسية العمل وسط المطبخ الذي يمنع منعا كليا دخول شخص غريب إليه، بمن فيهم باقي أعضاء الجمعية، احتراما لمبدأ التخصص وضمانا لإنجاح عملية الإفطار بعيدا عن الفوضى. وهناك أشخاص مجندون لحمل المؤن والسلع المستعملة في الطبخ أو ترتيب الموائد بالنسبة إلى المفطرين بشكل مباشر بفضاء موائد الرحمان. وبعد تناول الإفطار ينشغل الشباب المكلف بخدمة ضيوف موائد الرحمان بتنظيف الموائد وإخلائها من الصحون ومخلفات الإفطار، ليبدأ بعدها تحدي إخلاء الفضاء من الموائد وكل ما له علاقة بالأكل مقابل تنظيفه وتعطيره وترتيبه من جديد في انتظار اليوم الموالي. دينامو ينشغل يوسف همالي ورفاقه في الجمعية تحت إشراف الرئيس محمد علي بيبان في توجيه مجموعة العمل التي توجد تحت إمرته لإعداد وجبة الإفطار وتقديمها في أحسن حلة، وتوفير الظروف المواتية لضيوف الرحمان المتوافدين من مختلف أنحاء العاصمة الاقتصادية، لتناول وجبات الإفطار بشكل مباشر وسط الفضاءات المعدة سلفا لهذا الغرض. ويشتغل الأعضاء والطلبة المتطوعون التابعون لجمعية بشائر، خلية نحل لا تكل ولا تمل، إذ يشرع الشباب في تجهيز المكان بالكراسي والطاولات لتزيين الموائد بوجبات معدة سلفا لاستقبال الصائمين الذين سيتناولون الوجبة وسط الخيمة سواء من الطلبة والعاملين أو عابري السبيل أو المعوزين الذين يفضلون تناول الإفطار في جو عائلي يسوده الإخاء والمودة. محمد بها