فرق لم تتوصل بمستحقاتها ومنسقو مهرجانات تلاعبوا ببرامج واتصالات ووعود كاذبة تعيش مهرجانات للمديح والسماع وتجويد القرآن والأغاني الدينية ببعض مقاطعات البيضاء على إيقاع الفضائح، بعد انتشار مقاطع من أشرطة صوتية، تشكك في نزاهة المنظمين والقائمين على بعضها. وبرمجت مقاطعات بالعاصمة الاقتصادية، ضمن فقرات التنشيط الثقافي، المندرج في إطار التخصصات المخول لها، ملتقيات بنفحة دينية، لم تخل من شبهات تلاعب في ميزانيات ومحاباة فرق ومجموعات ومقرئين على حساب آخرين، والتعامل مع شركات محددة للتنظيم والتموين والحفلات، عن طريق تقنية سندات الطلب. وفضحت أشرطة صوتية، استمعت إليها "الصباح"، أحد نماذج الفوضى التي تطبع تنظيم هذه المهرجانات الوفية إلى النمط نفسه، الموروث عن الولاية الانتدابية السابقة، حين ألغى الحزب الأغلبي عددا من الأشكال الفنية والتعبيرية وعوضها بفنون والسماع والمديح وتلاوة القرآن وتوزيع الجوائز والهدايا العينية والأغلفة المالية على الفائزين في مسابقات التجويد، وعلى الأئمة والمقرئين المعروفين. وقالت رئيسة مجموعة نسائية لفن المديح إنها توصلت باتصال من مسؤول بمقاطعة الحي الحسني قبل أيام من رمضان، من أجل المشاركة في حفل مبرمج في إطار الأنشطة الثقافية لهذه المناسبة الدينية، والمنظم بالمركب الثقافي الجديد بطريق الجديدة. وأوضحت الرئيسة أن الشخص الذي قدم نفسه باعتباره مسؤولا في المقاطعة ومكلفا بهذا الجانب، وجه دعوة رسمية للفرقة الموسيقية من أجل الحضور والمشاركة، كما تم الاتفاق على المبلغ المالي الذي ستتسلمه مع انتهاء الحفل. وأكدت الرئيسة إنها أخذت الموضوع على محمل الجد، واتصلت بأفراد الفرقة الموسيقية، المكونة من عدد من النساء، وشرعن في التداريب و»البروفات» لعدة أيام، وأعددن مقطوعات جديدة، كما صرفت المجموعة مبلغا ماليا مهما من أجل اقتناء ملابس ومعدات جديدة. وقبل يوم من موعد الحفل الديني، ربطت المجموعة الاتصال بالمسؤول نفسه من أجل الاتفاق على الترتيبات النهائية، قبل أن يفاجئ رئيستها، بأن اسم الفرقة غير موجود في البرنامج، ونفى أن يكون اتفق معها على المشاركة. وقالت رئيسة الفرقة إن المسؤول الذي تحدث معها معروف، وكانت بجانبه، وقت إجراء المكلفة، إحدى المستشارات في مجلس المقاطعة. من جانبه، عبر فاعل مدني عن استيائه من سوء تنظيم هذه التظاهرة الدينية، ملمحا إلى إقصاء فرق محلية تحظى بمتابعة كبيرة من قبل أبناء الحي ومحبين في المنطقة، كما بذلت بعض الفرق مجهودات كبيرة في الإعداد والتدريب، لتجد المصير نفسه من الإبعاد، في وقت تستفيد فرق أخرى. وتفسح مهرجانات المديح والسماع ببعض مقاطعات البيضاء المجال إلى فرق ومجموعات محددة، تعهد بأعمالها إلى شركات وأشخاص لهم اتصالات وثيقة بمنتخبين ورؤساء، إذ تستفيد الفرقة نفسها من أكثر من مشاركة وتعويض في الموسم نفسه. وينسحب التعامل نفسه على مقرئين ومجودين معروفين للقرآن يتنقلون طيلة ليال رمضان بين المقاطعات لتسلم «ما قسم الله لهم» من أغلفة مالية، بينما تقصى المواهب الشابة والفرق المحلية، ويكون مصيرها الوعود الكاذبة. يوسف الساكت