مازالت الرحلات البحرية بين ميناءي طنجة وطريفة بجنوب إسبانيا، متوقفة لحدود الخميس الماضي، بسبب هبوب رياح قوية تراوحت سرعتها ما بين 75 كيلومترا في الساعة و95، وأثرت بشكل كبير على حركة الملاحة البحرية بمضيق جبل طارق، وجعلت السفر بحرا مغامرة محفوفة بالمخاطر. وذكر مسؤول عن قبطانية ميناء طنجة لـ "الصباح"، أن البواخر السريعة، التي تؤمن الربط البحري بين ميناءي طنجة المدينة وطريفة الإسباني، اضطرت إلى توقيف نشاطها مؤقتا، منذ الأربعاء الماضي، وألغت جميع الرحلات البحرية المبرمجة إلى حين تحسن أحوال الطقس، فيما استمرت حركة الملاحة البحرية بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، رغم حالة الارتباك في الإرساء بسبب علو ارتفاع الأمواج بحوالي متر فوق سطح الماء، والتي تسببت أيضا في ارتباك في رحلات شركات الشحن. وأضاف المسؤول، أن الرياح القوية التي تعرفها سواحل المنطقة الشمالية، حالت دون إبحار مراكب الصيد البحري، بما فيها الصيد الساحلي والتقليدي، مؤكدا أن قبطانية الميناء اتخذت كل الاحتياطات اللازمة واعتمدت تدابير استثنائية لتجنب الآثار المحتملة التي يمكن أن تنتج عن "الرصة" داخل حوض الميناء، بسبب ارتفاع منسوب المياه بالحوض المينائي. من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية من مطار ابن بطوطة بعاصمة البوغاز، أن الرياح الاستثنائية القوية، التي شهدتها منطقة البوغاز خلال اليومين الماضيين، شكلت حاجزا أمام حركة الملاحة الجوية بمطار ابن بطوطة بطنجة، خاصة أمام الطائرات الصغيرة، التي يتعذر عليها النزول وتضطر إلى تحويل وجهتها إلى مطارات أخرى أكثر أمنا وسلامة. وأكد المصدر، أن سوء الأحوال الجوية منعت، الأربعاء الماضي، طائرة تابعة لشركة الملاحة الجوية منخفضة التكلفة "ريانيير"، التي كانت قادمة من مطار "أورلي" بفرنسا، من الهبوط بمطار طنجة، واضطرت لتغيير مسارها إلى مطار الرباط، بعدما وجدت صعوبة في النزول رغم كل المحاولات التي قام بها ربانها، واستغرقت أزيد من ساعتين. وأعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية، الثلاثاء الماضي، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أن رياحا قوية تتراوح سرعتها ما بين 75 كيلومترا في الساعة و95، ستهم عمالات وأقاليم تطوان والفحص أنجرة، والمضيق الفنيدق، وطنجة أصيلة. المختار الرمشي (طنجة)