تجمعات قبل الذهاب للملعب وإفطار بالمدرجات والشارع انتهى بغضب قضت جماهير الرجاء يوما استثنائيا، أول أمس (الأربعاء)، إذ رغم مقاطعة جماهير الوداد للمباراة، فإن ذلك لم يقلل من شغفها، وأعدت خمسة «تيفوات» رفعت في بداية المواجهة. وعاينت "الصباح" كيف أن جماهير الرجاء أعدت للديربي منذ بداية الأسبوع الماضي، واختتمته بتجمعات كبيرة في عدد من الأحياء، صباح يوم المباراة، خاصة درب السلطان والبرنوصي وعين الذئاب، لتتوجه للملعب قبل موعد الإفطار بساعتين. وفي طريقها للملعب، رافقت عناصر من الأمن جماهير الفريق الأخضر، التي مرت من شوارع معروفة بالبيضاء، على غرار الزرقطوني وشارع الفداء و2 مارس والمسيرة، ناهيك عن شوارع بالبرنوصي وعين السبع وصولا للملعب. فرق خاصة بـ "التيفوات" بتنسيق مع الأمن، سمح لعدد من جماهير الرجاء المنتمية للفصائل المشجعة للنادي، بولوج مدرجات ملعب محمد الخامس، صباح يوم المباراة، بغية إعداد "التيفوات» المبرمجة ل"الديربي». وتكلفت فرق أمنية خاصة، بعضها بزي مدني، بتتبع جماهير الرجاء التي قامت بنقل "التيفوات» من بعض مناطق البيضاء إلى غاية الملعب، وإدخالها للمدرجات، إذ استمرت العملية إلى غاية اقتراب موعد فتح أبواب الملعب، في الخامسة زوالا من يوم المواجهة. وأبدعت جماهير الرجاء مجددا في المدرجات خلال المباراة، وتمكنت من رفع خمسة «تيفوات» لسنفونية غنائية، ناهيك عن إشعال الشهب الاصطناعية في الشوط الثاني. ورغم محاولات الأمن منع ولوج الشهب، فإن الجماهير تمكنت من إدخالها للمدرجات، وأشعلتها في منتصف الشوط الثاني. إفطار بالمدرجات امتلأت المدرجات المخصصة بجماهير الرجاء بملعب محمد الخامس، في تمام الساعة السادسة مساء، إذ أخذ أغلب الرجاويين وجبة الإفطار في المدرجات. ومنع الأمن إدخال بعض الآلات الحادة، رغم أن البعض كان يحمل مشروبات وأكلا مخصصا للإفطار، بالمقابل، سمح بولوج بعض الأواني البلاستيكية وأمور مشابهة أخرى. وعمد رجال الأمن إلى تفتيش صارم للجماهير فور وصولها للملعب، وقبل ولوجها للمدرجات، فيما تكلفت فرق أمنية خاصة بمتابعة هذه الجماهير بالمدرجات. وشكلت ظروف المباراة حدثا استثنائيا لجماهير الرجاء، التي اضطر أغلبها لأخذ وجبة الإفطار بالمدرجات، علما أن أغلبها ولج الملعب ببطائق الاشتراك. بالمقابل، بقيت بعض الجماهير الخضراء خارج الملعب، وقت الإفطار، إذ عاينت "الصباح" كيف أنها تناولت وجبتها أمام المنازل وفي الشارع قرب الملعب، في تجمعات صغيرة، مفضلة ألا تلج المدرجات بأوانيها ومأكولاتها. غضب وحزن بعد المباراة لم تخف جماهير الرجاء غضبها على نتيجة المباراة، التي انتهت بالتعادل، إذ بدا الغضب والحزن واضحين على ملامح الجماهير وهي تغادر المدرجات. وعمد رجال الأمن إلى فتح ممرات لهذه الجماهير عبر شوارع سقراط وبئر إنزران والمسيرة وآنفا، لتفادي صدامات أو مناوشات، ولم يتم تسجيل أي حالة شغب، عكس ما عرفته بعض المدرجات في الملعب، بعد إعلان الحكم رضوان جيد نهاية المواجهة، إذ اعتقل الأمن بعض المشاغبين. ومع تأكد الأمن من غياب أنصار الوداد، ساعد ذلك على فتح المكان المخصص لهم قرب مدرجات "فريميجة»، لجمهور الرجاء، ليتسنى له مغادرة الملعب بشكل سلس، رفقة فرق الدراجين والخيالة، وبعض سيارات الشرطة التي واكبت العملية إلى باقي الشوارع. انتشار قياسي للأمن أثار انتباه الجماهير والمتابعين، أول أمس (الأربعاء)، انتشار قياسي لرجال الأمن في مختلف مناطق البيضاء، خاصة القريبة من الملعب. وعاينت "الصباح" وجودا أمنيا كثيفا في مدارات وشوارع قريبة من الملعب، في وقت عرفت بعض الأماكن وجود ثلاثة أمنيين في وقت ومكان واحد، لتنظيم السير ومواكبة الجماهير قبل ولوجها للملعب وبعد مغادرتها له. ومن بين المدارات والشوارع التي عرفت كما هائلا من رجال الأمن، شارع غاندي ويعقوب المنصور ودرب غلف وآنفا والمسيرة، ناهيك عن الزرقطوني و2 مارس، فيما شهدت الطريق السيار وسط البيضاء حضورا كثيفا لسيارات الشرطة والدراجين. وساهم غياب جمهور الوداد، في إعادة انتشار الأمن بمناطق جماهير الرجاء، وتنظيم محكم لعملية ولوج الملعب، فيما كانت المغادرة منه أكثر سلاسة من المتعود. واستمر الوجود الأمني في المناطق المذكورة، إلى الساعات الأولى من صباح أمس (الخميس)، وبقيت فرق أمنية بالملعب ساعة ونصف بعد إخلاء المدرجات ومغادرة حافلتي الفريقين. ووصل الإنزال الأمني إلى أحياء بعيدة عن الملعب، مثل البرنوصي ودرب السلطان. إنجاز: العقيد درغام