تاريـخ القنيطـرة فـي معـرض مفتـوح بفـاس

يضم لوحات وصورا مؤرخة لمقاومة المستعمر ومراحل بناء المدينة وتعميرها يرحل رواد شارع الحسن الثاني بفاس، منذ حلول شهر رمضان المبارك، في سفر يومي ممتع في أعماق تاريخ مدينة القنيطرة للنصف الأول من القرن العشرين، من خلال صور مؤرخة لتلك المرحلة، يحضنها معرض مفتوح بالهواء الطلق قرب مجسم الأسد قبالة سينما أمبير، تنظمه مؤسسة سيدي مشيش العلمي، لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها. عدة ألواح خشبية وبلاستيكية يحضنها هذا الكتاب المفتوح على ذاكرة القنيطرة الثرية بالصفحات التاريخية الناصعة في مقاومة المستعمر الفرنسي الغاشم الجاشم على أرضها وتأسيس لبنات نموها وتعميرها وهيكلتها، وقد بدت موزعة بشكل متناسق يتضمن عشرات الصور المؤرخة لإصدارات المؤسسة المنظمة للمعرض بتعاون مع الجماعة الحضرية لفاس.يحوي المعرض 245 صورة وخريطة للمدينة يختزل بعضها نزول قوات الحلفاء بالجزائر والمغرب وعملية “طورش” بالقنيطرة، موزعة على 82 لوحة بينها 53 لوحة بلاستيكية و29 لوحة خشبية منها 24 لوحة بطول 1,20 متر و5 لوحات بطول 1,40 مترا، نسبة مهمة منها تتعلق بمنشآت وبنيات ثقافية واجتماعية واقتصادية أهملت بعد الاستقلال. أي جولة بين أركانه تمكن الزائر من اكتشاف ما قد يجهله عن مدينة ساحلية جميلة، حيث يجد نفسه وجها لوجه مع صور من مقاومة المستعمر في معارك باسلة تكبد فيها خسائر فادحة بعد إتلاف معداته العسكرية وقتل جيوشه، وأخرى تظهر جيوش الاحتلال والحي الأوروبي وطرقه وبنياتها الأولى وميناء البحرية الفرنسية الذي أقامته لتسهيل غزوها للأرض. في هذا الرواق الناقل لحياة المستعمر في جزء منه، يطلع الزائر على ما توفر لهم من حاجيات ب”الفيلاج” من بنية تحتية كالماء الشروب والكهرباء والطرق المعبدة والأرصفة المبلطة والإنارة العمومية وكل أنواع المرافق العمومية والمناطق الخضراء والمراحيض العمومية وباقي المرافق من بلدية وإدارات وبنوك وبريد ومحطة قطار ومدارس وإعدادية وكنيسة. وينقل صورا قديمة بالأبيض والأسود للجامعة الشعبية والمسرح والملاعب الرياضية والمحكمة والفنادق والمقاهي والصيدليات ومكاتب الأطباء والمحامين، كإدارات في خدمة الأوربيين القاطنين ب”الفيلاج” القلب النابض للمدينة التي حوت حينئذ 50 جمعية وأندية مختلفة ثقافية واجتماعية ورياضية وترفيهية معترف بها ومدعمة بالمال العام. وعكس ذلك ينقل المعرض أجواء مخالفة بالمدينة القديمة أو “المركز الأهلي” المخصص للمغاربة الذي يعاني من التهميش وغياب مثل تلك البنيات، كسبب مباشر في احتجاج سكانه الواضح في عدة صور، بكل أنواعه بما في ذلك توقيع العرائض أو بواسطة ممثليهم بالبلدية والغرفة التجارية أو اللجوء إلى التمويل الذاتي الجماعي والتضامني، ومطالبة القصر بالتدخل. وتحدثت ورقة حول المعرض مثبتة في لوحة خاصة، عن إلزام القرار البلدي العنصري رقم 19 الصادر في 14 شتنبر 1927 للمغاربة بالإقامة داخل المركز الأهلي فقط وحرمانهم من الإقامة بالمدينة الأوروبية، مدعيا أسباب صحية تتعلق بالنظافة، محذرا الذين يخالفونه بالتعرض لعقوبات، قبل تجميده بعد مقاومته من الجيلالي بناني ومشيش العلمي. ويحتوي المعرض على جزء كبير من تاريخ مدينة القنيطرة، في صور تمكن من الإبحار والتجول بين صفحاتها التاريخية واكتشاف بعض ما لم نكن نعرفه عن قنيطرة النصف الأول من القرن العشرين، من منشآت تعود زوارها على رؤيتها، وكان المستعمر المستفيد الوحيد منها قبل أن يضطر إلى تركها عند الاستقلال بعدما مولت بالمال العام وأنجزت بعرق عمالنا.ويأتي المعرض الأول من نوعه المنظم بالهواء الطلق بفاس، في إطار عدة أنشطة تهم مختلف الميادين وعملت مؤسسة سيدي مشيش العلمي على تنظيمها خلال عقدين من وجودها، قبل أن تقرر الاحتفال بهذه الذكرى في أنشطة تستمر بين ماي الماضي وشتنبر المقبل، سيحتضنها مقر المؤسسة بالقنيطرة وأماكن أخرى في جهة الغرب الشراردة بني احسن. حميد الأبيض (فاس)

تاريـخ القنيطـرة فـي معـرض مفتـوح بفـاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وجدة تحتضن مهرجان الطرب الغرناطي

بصمة في حياة نقيب : صادوق: شعور غريب انتابني في المرافعة الأولى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات