بصمة في حياة نقيب : صادوق: شعور غريب انتابني في المرافعة الأولى

لم يكن التحاق النقيب ابراهيم صادوق بمهنة المحاماة سهلا، فقد ظل ذلك الحلم يراوده، ولم يكن مقتنعا بأن ينهي حياته في سلك التعليم الذي قضى به أزيد من ثماني سنوات، التحق صادوق بمهنة المحاماة في دجنبر 1976، عند الأستاذ أحمد بن منصور بالبيضاء ، وأدى اليمين القانونية رفقة كل عبد اللطيف الحاتمي والمرحوم عبابو وعبد السلام حشي، في محكمة الاستئناف بحي الأحباس بالبيضاء. بعد شهرين على أدائه اليمين القانونية سيتوصل النقيب ابراهيم صادوق الذي كان ساعتها محاميا متمرنا، باستدعاء باسمه الشخصي، للنيابة في ملف معين أمام غرفة الجنايات في البيضاء، في إطار المساعدة القضائية، شكل ذلك الاستدعاء بالنسبة إليه مسؤولية ملقاة على عاتقه، فأول مرة سيقف أمام غرفة الجنايات وسيرافع باسمه الشخصي على اعتبار أن المحامي المتمرن لا يمكنه أن يرافع باسمه الشخصي، إلى أن يصبح محاميا رسميا، أخذ صادوق في دراسة الملف من جميع جوانبه، وأصر على الحضور إلى غرفة الجنايات في وقت مبكر حتى يستفيد من مرافعات المحامين الذين سيسبقونه، ورغم أنه أمضى مدة في التدريس وأنه كان مناضلا في النقابة الوطنية للتعليم، إلا أنه ساعتها امتلكته رهبة غريبة، لم يحالف الحظ صادوق كثيرا إذ أن المحامي الذي سبق في المرافعة كان معروفا بالنكتة، وكان بعض القضاة يحاولون استفزازه، وغالبا ما كان يخلط الدارجة باللغة العربية في مرافعاته بالإضافة إلى النكتة، وتأكد لصادوق أنه لن يكون المثال الذي يمكن الأخذ منه خاصة في بداية مساره المنهي. بمجرد انتهاء النظر في الملف الأول، سيقف صادوق أمام الهيأة وقد بدأ يتصبب عرقا لم يكن معروفا سببه أهو الخوف أم الرهبة أم الخجل أم الارتباك، أم تعامل الهيأة التي كانت في ذلك الوقت لا تعير المحامي المتمرن أي أهمية وبمجرد ما إن يشرع في المرافعة حتى يبدأ القاضي في جمع وثائق الملف في إشارة إلى ضرورة إنهاء المرافعة. حاول وقتها صادوق بكل جهده الذي كان ينوب في ملف يخص الاغتصاب إلى إظهار الدفوعات التي يستند عليها في المرافعة ونقاط الغموض التي تلف الملف، إلا أنه يعترف أن تلك المرافعة لم تكن موفقة كما كان يطمح إلى ذلك، لم تكن تلك القضية الوحيدة التي لم يرض عنها صادوق، فقد ناب في ملف يخص حوادث السير كمطالب بالحق المدني، وبما أنه كان في بدايته المهنية لم ينتبه إلى بعض الإجراءات التي تتم في مثل هذه الملفات، إذ أن المطالب المدني غالبا ما يكتفي بالمذكرة الكتابية ويؤكد ما تتضمنه، إلا أن النقيب ارتأى أن يرافع شفاهيا كما ينص على ذلك القانون ما أثار استهزاء القاضي وساعده محامي الخصم ببعض التلميحات التي جعلت صادوق يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه. شكلت تلك القضايا فيصلا حقيقيا في حياته المهنية دفعته إلى الانخراط الكلي في المهنة جسدا وروحا وعقلا إذ يقول صادوق إن "المهنة مثل حقل مترامي الأطراف ومتشابك العلاقات، والحركة داخله تقتضي الحرص على أخلاقيات المهنة والحفاظ على التوازنات والعلاقات المتكافلة مع الفاعلين فيه، وإن طفت بعض التناقضات أو الصراعات، فمن الواجب تسويتها بما يضمن استمرار حقل المحاماة فاعلا ومنتجا ومساهما في ترسيخ العدل وتأبيد الطمأنينة".من الطرائف التي صاحبت النقيب صادوق خلال بدايته المهنية قضية ناب فيها عن امرأة بشأن إفراغ محل للسكنى، ونظرا لطول الإجراءات غضبت المرأة منه وكانت تردد على المكتب كثيرا، وفي إحدى جلسات المحكمة في ملفها أجل لعدم توصل المدعى عليه، وبمجرد خروجه من الجلسة وجدها بانتظاره فأخبرها بالنتيجة لتدخل في موجة صراخ أثارت انتباه المحامين والمتقاضين ليطلب منها صادوق اللحاق به إلى المكتب وهناك مدها بالأتعاب التي تقدر بـ500 درهم بعد اقتراضها من الكاتبة، وتنازل عن النيابة، ومن ثم أخذ صادوق درسا أنه لا يجب الحديث مع الموكل خارج المكتب. كريمة مصلي

بصمة في حياة نقيب : صادوق: شعور غريب انتابني في المرافعة الأولى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تاريـخ القنيطـرة فـي معـرض مفتـوح بفـاس

غـــرائـــب البـــرلمـــان : برلماني يتهم زميله باستغلال موقعه لتوظيف ابنه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات