من قتل الشيخة؟ 9 دركيون يحاصرون مشتبها فيه قبل أن ينهار ويشرع في البكاء سلسلة واقعية لجريمة قتل غامضة، لفنانة شعبية، تمتهن الرقص وتنشط في فرقة يطلق عليها "الغليميين»، تستغل مناسبات من قبيل نهاية الموسم الفلاحي أو شهر رمضان، لتنظيم جولات وصنع الفرجة في دواوير بإقليم سطات. في صبيحة يوم رمضاني عثر على الضحية جثة في قعر بئر من قبل راع. في البداية كانت مجهولة الهوية وأثبت التشريح أنها اغتصبت وقتلت قبل رميها في الجب. انطلقت الأبحاث وتم اعتقال رئيس الفرقة، إلا أنه بعد أشهر من إيداعه السجن لمحاكمته، ظهرت معطيات جديدة قلبت الملف رأسا على عقب... المصطفى صفر خلال المسار الذي قطعته سيارة الدرك الملكي، ظل الشاب شاردا لا يعرف سبب نقله إلى مقر الدرك الملكي، ودارت في ذهنة مونولوغات، استعاد من خلالها مجموعة من الأشياء التي فعلها ويمكن أن تكون محط مساءلة. كما تعاملت عناصر الدرك معه بذكاء، إذ لم تطرح عليه أي سؤال يمكن أن يحدد له سبب استقدامه. عند وصوله أدخل غرفة بها دركي وطلب منه الانتظار. بعد حوالي نصف ساعة، ولج دركيان الغرفة نفسها وشرعا في الاستماع إلى الشاب، كان أول شيء قاما به، أن مداه بصورة الضحية، وطلبا منه أن ينظر إليها وأن يرد عليهما إن كان يعرفها. حملق في الصورة واحمر وجهه، قبل أن يتدارك ويردها للدركي، مؤكدا في الآن نفسه أنه لا يعرف لمن تكون الصورة. لم يمد المحقق يده لأخذ الصورة، بل تركها في يد الشاب ودعاه من جديد إلى الاحتفاظ بها والنظر إليها بإمعان عله يتذكر شيئا ما. ارتبك الشاب ولم يعد يتحكم في بدنه، إذ شرعت يداه في الارتجاف، ولم تنفعه محاولاته الظهور بمظهر هادئ في كبح شعوره، قبل أن يرد من جديد إنه لا يعرف من تكون. رد عليه أحد المحققين، بأنها الشيخة التي قضت ليلة بمنزل والده، وأنها قتلت ورمي بها في بئر، وقد تم استقدامه من أجل المساعدة في التعرف على قاتلها، بأن يروي كل ما يعلمه عن الواقعة أو عن حضورها بمنزل والده، وإن كان لها مرافق، وكل التفاصيل التي تساعد في إيقاف الفاعل، الذي تنتظره عقوبة الإعدام. بكاء واعتراف أجاب متلعثما أنه لا يعلم أي شيء وأنه لم يسبق له أن شاهدها، بل حتى الرقصات التي كانت تشارك فيها في رمضان لم يحضرها. ليمسك به الدركي من هذه الإجابة، إذ سأله المحقق عمن أخبره بأنها تشارك في الرقص ولماذا نفى أنه يعرفها أو سبق أن رآها، قبل أن يطلب منه قول الحقيقة للتخفيف عنه، مخبرا إياه أن هناك من شاهده ويعلم كل شيء، هكذا خاطبه بصيغة عامة وملتبسة، ليشرع الشاب فجأة في البكاء، ويعترف أنه الفاعل، مطالبا بالصفح عنه وعدم إيذائه.