أشعل الفتنة داخل "البام" وسقط في شبهة "رجل بوجهين" لم يدرك الوزير الذي قطع المراحل بسرعة غير متوقعة، إلى أن أصبح وزيرا، وهو الذي كان يحلم فقط أن يكون عضوا في ديوان وزير (...)، أن ما جاء على لسانه في مؤسسة الفقيه التطواني، مطلع الأسبوع الجاري، يشكل بداية الانشقاق داخل "البام". الوزير بنسعيد، الذي خرج لها "نيشان"، وأعلن الوفاة التنظيمية لعبد اللطيف وهبي، وهو حي يرزق، وقال إن المنصوري هي المرشحة لقيادة حزب الأصالة والمعاصرة مستقبلا، لم يكن يعلم أن خفة لسانه، ستثير احتقانا تنظيميا داخل الهياكل التنظيمية لحزبه، لن يخرج منها سالما، ويمكن أن تخلف ضحايا كثرا. الوزير الذي يحسب نفسه، زورا وبهتانا، على التوجه اليساري، تطارده، مع مطلع شهر التوبة والغفران، النيران من كل حدب وصوب. فبعد نيران المسرحي، الذي منع من دخول وزارة الثقافة، وإحضار "سطافيط" تخصص لنقل متشردي الرباط، من أجل نقله فيها، قبل أن يشهر بطاقة فنان، ويرتفع منسوب الغضب داخله، هاهي نيران مواقفه الازدواجية والغامضة والمضطربة بخصوص "الاتفاقية الثنائية" مع الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، الأكثر تمثيلية تقترب من جسده. فكل المؤشرات تؤكد أن الوزير، الوصي على الإعلام والاتصال، لم يستطع اتخاذ موقف حازم، من بعض الأطراف التي رفضت تطبيق الاتفاق التاريخي، في شقه المتعلق بالزيادة في الأجور، ما يعطي الانطباع أن الرجل يخاف المواجهة، أو له حسابات أخرى. ويظهر من خلال الرسائل التي يتكلف بإيصالها عضو في ديوانه إلى مسؤولين مهنيين في الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، من أجل فرض أشياء غير متفق عليها، أو حتى متوافق عليها، أن الوزير "الشاب"، الذي يضمر كرها للأمين العام لحزبه، قد انخرط من جديد في سياسة "الترقيع"، واللعب على الحبلين، والظهور بوجهين، وهي مسألة غاية في الخطورة، وتحتاج إلى استشارة طبيب نفساني، لمعرفة الأسباب الحقيقية في تغيير المواقف والآراء في رمشة عين. إن عدم الوضوح في الحسم في قضايا كبرى تهم الجسم الصحافي والمهنة، واللعب على الحبلين، فيه مخاطرة غير محسوبة العواقب على مستقبل الوزير. إن الوزير المرتبك، الذي تردد اسمه في أكثر مناسبة، على رأس قائمة الذين سينزلون من قطار حكومة أخنوش في التعديل الحكومي المنتظر (والله أعلم)، عليه أن يتسلح بالشجاعة، ويعلن بوضوح عن الإطار المهني القوي الذي يجب التعامل معه، بدل التلاعب بالقرارات والمواقف، والتراجع عن الوعود، وعدم الالتزام بها. إن الوزير نفسه، لم يعد هو الوزير الذي وعد ولم يف، وهنا يطرح السؤال: أين وصل مرسوم الدعم، الذي التزم بأن تتم مناقشته مع الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين قبل 27 مارس الجاري، وهي مهلة انقضت، ولم يجتمع الوزير مع الجمعية بعد؟ بالمقابل، التزم الناشرون ببنود الاتفاقية وطبقوا الزيادة في الأجور بأثر فوري، في حين لم يلتزم الطرف الآخر، ما جر عليه غضب النقابة والمهنيين، أما الوزير فوجد نفسه "في حصلة" لأنه تخندق مع من رفضوا الالتزام. هل فعلها الصوم؟ أم أشياء خفية تطبخ في الخفاء؟ عبد الله الكوزي