السرغيني... بقلب مفتوح (الحلقة الأخيرة) عملت بعلب الليل بالموازاة مع دراستي في شعبة التاريخ والجغرافيا يعتبر حميد السرغيني، واحدا من ألمع الأسماء في مجال الأغنية الشعبية، كما اقترن اسمه بعدة أغان ناجحة. واشتهرت أغلب أغاني السرغيني بطابعها الممسرح، حيث يجمع فيها بين الغناء والكوميديا، وأشهرها «الغزال» و»العدوزة»، إلى جانب تأثره كثيرا بمزيج من الأنماط الغنائية لمجموعة من القبائل مثل «المخاليف» وصنهاجة و»أولاد أحمر». في الحلقات التالية نقلب صفحات من ذاكرة الفنان حميد السرغيني، الذي يتحدث عن طفولته ومحطات مختلفة من حياته المهنية والخاصة، كما يحكي عن مجموعة من الأسرار والخبايا سيكتشفها قراء «الصباح» للمرة الأولى. أمينة كندي واصل حميد السرغيني الاشتغال في المجال الفني من خلال إحياء سهرات خاصة وإطلاق أغان بين الفينة والأخرى، بتعاون مع عدد من شركات الإنتاج بعد أن ذاع صيته. "بعد حصولي على شهادة الباكالوريا اجتزت عدة اختبارات منها ولوج صفوف الدرك الملكي، والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، الذي اختارتني اللجنة المكلفة لمتابعة دراستي فيه، سيما أنه كانت لي تجارب سابقة وحظيت بإعجاب عدد من الأسماء المعروفة في المجال، مثل الراحل محمد حسن الجندي وعمر العزوزي"، يحكي السرغيني، الذي يعشق التمثيل بالموازاة مع الغناء. وأمام صعوبة حصول السرغيني على مكان في الحي الجامعي بالرباط قرر الرجوع إلى قلعة السراغنة ووضع الوثائق الخاصة بالتسجيل في إدارة جامعة القاضي عياض بمراكش، حيث التحق بشعبة التاريخ والجغرافيا. تزامنت ظروف استقرار السرغيني في مراكش مع وضعية صعبة كانت تمر منها أسرته، خاصة أن شاحنة والده تعرضت إلى حادثة سير، ما دفعه إلى التفكير في الاشتغال بالموازاة مع متابعة دراسته. "كان دخول عالم الملاهي الليلية الحل الوحيد أمامي لتوفير ما أحتاج إليه من مال، وأيضا لمساعدة أفراد عائلتي"، يقول السرغيني، الذي توجه بناء على نصيحة أحد الأصدقاء إلى أحد الفنادق. "بعد لقائي بمسير الملهى الليلي التابع للفندق أخضعني لاختبار ووافق على التحاقي في اليوم نفسه بالعمل عند منتصف الليل"، يحكي السرغيني، الذي اضطر إلى الانتظار في جو ماطر منذ الثامنة مساء، لأنه لم يكن يملك نقودا تكفيه للذهاب والإياب على متن سيارة الأجرة الصغيرة، مادامت حافلات النقل العمومي تتوقف مع حلول الحادية عشرة مساء. تمكن السرغيني من تحقيق تجاوب مع جمهور الملهى، سيما أنه أدى العديد من الأغاني الشعبية بناء على طلباتهم. "عبر مسير الملهى عن سعادته باستحسان الزبائن لأدائي، وبعد أيام قليلة وضع ملصقا أمام الباب يحمل صورة كبيرة واسم حميد الرايس"، يقول السرغيني، الذي بعد فترة من الشهرة غيره بناء على رغبة إحدى شركات الإنتاج التي تعاون معها في إنتاج ألبوم. "كان يعتقد البعض أن اسم الرايس له علاقة بفنان أمازيغي، ما كان وراء اقتراح إحدى شركات الإنتاج علي تغييره إلى اسمي الفني الحالي"، يقول السرغيني، الذي بعد وضع خطوات ثابتة في عالم الشهرة، توقف عن متابعة دراسته نظرا لالتزاماته الفنية. انتقل السرغيني من عالم الاشتغال في الملاهي الليلية إلى المشاركة في عدة تظاهرات ومهرجانات وبرامج تلفزيونية، من بينها "نغموتاي" في حلقة صورت بقلعة السراغنة واستضافت عددا من الأسماء الفنية المشهورة المتحدرة منها.