اختار شركاء مقاولة "فري كلشي"، كما يصفهم أبو وائل الريفي، في "بوح الأحد" بقناة "شوف تيفي"، التطبيل لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية وبما تضمنه، حسبهم، من خروقات حقوقية في المغرب، بينما تجاهلوا، سابقا، الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وفي خضم هذا التهافت ضد المغرب، نسي "الحياحة"، حسب أبي وائل، بأن التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، هو مجرد تقليد سنوي، يهدف إلى تمكين صانع القرار في البيت الأبيض من رؤية كاملة ليكون على علم بما يروج في العالم بالنسبة إلى دولة تتوسع بشكل مبالغ فيه في تقدير حدود أمنها القومي، وهو ينضاف إلى تقارير موضوعاتية أخرى كثيرة تنسج على المنوال نفسه، مثل تقرير الحرية الدينية وغيره. ولا يمكن فهم مضمون التقرير، حسبه، دون استحضار واقعة وجود وزير الخارجية (ناصر بوريطة) في أمريكا رفقة (بلينكن) بالتزامن مع صدور التقرير، وهذه وحدها تدحض كل الاستنتاجات الخاطئة، كما دبجها لـ"الحياحة". من جهة أخرى، وفي خضم التغيرات التي يعرفها العالم، سيكون من باب الأولى للإدارات الأمريكية عدم نشر هذه التقارير التي لم يعد بمقدورها تحقيق الأهداف القديمة التي أنشئت من أجلها والاكتفاء بوضعها أمام صانع القرار لتؤخذ بعين الاعتبار مدخلا من مدخلات السياسة الأمريكية تجاه العالم. هذا أقصى ما يمكن للتقرير أن يصل إليه. "فقد مضى زمن الهيمنة التي تبتز بها أمريكا الدول الأخرى بهذا النوع من التقارير أو بتقارير أذرعها الإعلامية والحقوقية والعالم اليوم مفتوح على خيارات أوسع وأقطاب متعددة وإمكانيات أرحب، كما لم يعد بمقدور أمريكا تخويف الدول، أو التحكم في أجندتها التشريعية وسياساتها العمومية، ولم تعد الدول بذلك الخوف الذي كان من قبل، حيث ترتعد فرائصها وهي تترقب إطلالة هذا النوع من التقارير كل سنة لتتلقى تنقيطا من إدارة العم سام وكأنها الحكم العادل المخول بمنح شهادة حسن السلوك". وقال "بوح الأحد" في هذا الصدد، "لا تستحق الكثير من مضامين التقرير التي يعتبرها البعض انتقادات حقوقية للمغرب المناقشة، لأنها مهزوزة من أساسها بحكم أنها مواقف سياسية وآراء تحترم بغض النظر عن صحتها أو خطئها". وأضاف "ما يهم المغرب أن كل تلك الوقائع التي سُجلت عليها ملاحظات، تمت وفقا لقوانين صادق عليها ممثلو الشعب المغربي ومشهود بتوافقها مع التشريعات الدولية، وكل العقوبات صادرة عن سلطة قضائية تتمتع بالاستقلالية التي تخول لها إصدار الأحكام بدون الخضوع لأي ضغوط من أي جهة كانت وبناء على أدلة مادية ووجه بها المتابعون الذين استفادوا من كل حقوقهم في المحاكمة العادلة، كما تكفلها كل الاتفاقيات، وحتى ما يمكن اعتباره خروقات، فإن مؤسسات الدولة تباشر فيه تحقيقات بشكل فوري وتصدر فيه القرارات اللازمة ولا يتمتع فيها أي واحد بحصانة ضد العقاب". ويضخم "الحياحة" من مفعول هذا النوع من التقارير الروتينية، حسب "بوح الأحد"، لأن ذلك ينسجم مع عادات اللطم وبروفات الدراما ومهرجان النواح الذي يريدون طبع المغرب به، لكن سرعان ما يكتشف القارئ انتقائيتهم وحقدهم وتدليسهم. ووسط هذه "اللخبطة" لم ينتبه "الحياحة" إلى أن التقرير شمل المغرب بصحرائه وتمت الإشادة بالتقدم الديمقراطي والحقوقي والاجتماعي والاقتصادي المنجز، إذ تساءل أبو وائل عن سر هذه الانتقائية؟ وألا يعتبر هذا مؤشرا على النجاحات الدبلوماسية للمغرب وضربة موجعة للبوليساريو وحاضنتها؟ وألا يعتبر ذلك دليلا قويا على حجية الموقف الأمريكي من مغربية الصحراء، مهما اختلف الجمهوريون والديمقراطيون؟ لذلك كله، يكشف "الحياحة"، مرة أخرى، حقيقتهم المعادية للمغرب وحقدهم عليه وفشل جهودهم لتبخيس إنجازات المغرب، لأن حججهم واهية ومنطقهم فاسد وأهدافهم خبيثة. ياسين قُطيب