مازال التحقيق جاريا حول فاجعة غرق مركب للصيد في منطقة «المهيريز»، التي تبعد عن الداخلة بـ 286 كيلومترا، بعدما تمكنت قوارب للصيد التقليدي وخافرة تابعة للبحرية الملكية، من إنقاذ خمسة بحارة وانتشال 10 جثث من منكوبي المركب، فيما اعتبر بحاران في عداد المفقودين. وتعود تفاصيل الفاجعة منذ انطلاق المركب من ميناء الداخلة، متجها نحو الجنوب، وعلى متنه طاقم يتكون من 17 بحارا، قبل أن يتعرض إلى اصطدام عنيف مع إحدى الجزر الصخرية توجد قبالة سواحل»المهيريز»، ما تسبب فيالجنوح عن مساره، والاصطدام بكتل صخرية تقع بجنوب أوسرد، ويطلق عليها البحارة اسم»كرسي عزرائيل». وأوضحت مصادر مطلعة أن مركز اللإنقاذ توصل بإشارة من قبل المركب المنكوب، ليعمم بدوره النداء على المصالح المختصة بالداخلة، إذ عمدت مصالح مندوبية الصيد البحري إلى ربط الاتصال بالربان، لكندون جدوى، ليتم ربط الاتصال بمجهز المركب، وتم تعميم نداء على المراكب وبعض السفن، التي كانت قريبة من محيط الإشارة الصادرة عن المركب المنكوب، حيث تم رصد بعض سفن الصيد في أعالي البحار على مشارف موقع الحادث، إلا أنها لم تستطع الاقتراب، بسبب الصخور وضعف منسوب المياه. وانتشل أحد القوارب خمس جثث، كما أنقذ بحارا، فيما تم انتشال وإجلاء الآخرين بوسطة قوارب صيد وخافرة تابعة للبحرية الملكية، خاصة أنه تم العثور على 10 جثث فوق المياه، بسبب ارتداء البحارة لسترة النجاة، إلا أن أغلب المتوفين لم يستطيعوا تحمل برودة المياه، وكذا مجاراة التيارات المائية الصعبة، ما تسبب في إجهادهم، قبل أن يلقوا حتفهم. وقال مهنيون إن «الفاجعة» تطرح أسئلة عديدة، بخصوص إجراءات السلامة في مراكب الصيد، ومنها أهمية تزويد المراكب، التي يتعدى طولها 24 مترا، بقارب نجاة مطاطي قابل للنفخ،وتنبيه الأطقم البحرية بضرورة الحرص على التقيد بشروط السلامة، وتكريس أهمية ارتداء صدريات النجاة أثناء مزاولة نشاط الصيد، وحث جميع المراكب وقوارب الصيد التقليدي على ضرورة استعمال الوسائل الذاتية، الكفيلة بإنقاذ حياتهم أثناء وقوع الحوادث البحرية، التي تخلف سنويا خسائر كبيرة في الأرواح البشرية، بسبب عدم تطبيق القواعد الأساسية للسلامة البحرية. خالد العطاوي