زعيم المتطرفين كان يستعين بها للتواصل مع شريكيه في تنفيذ العملية الإرهابية علمت "الصباح" من مصادرها، أن أحد المشتبه فيهم بقتل وحرق شرطي المرور بالرحمة ضواحي البيضاء، كان يحرص على استبدال أرقام هاتفه المحمول بشكل كبير، يصل إلى خمس مرات في الشهر. وكشفت المصادر ذاتها، أن المشتبه في انتمائه لخلية إرهابية موالية لتنظيم «داعش»، كان يقتني شرائح الأرقام الهاتفية المجهولة الهوية، من المحلات التجارية ومحلات البقالة، باعتبارها لا تشترط عقدا باسم صاحبها أو استمارة اشتراك موقعة، رغبة منه في عدم التعرف على هويته. وأوضحت مصادر متطابقة، أن الشخص الذي تحول من منحرف إلى متطرف نظير جهله بالتعاليم الصحيحة للدين الإسلامي، ركز على استبدال أرقامه الهاتفية، وهو ما كان يثير استغراب معارفه دون أن يفطنوا إلى خلفياتها، قبل أن يتبين لهم بعد سقوطه رفقة شريكيه أن اقتناءه شرائح جديدة كان الهدف منه استعمالها في محادثات مع شريكيه المتطرفين في الاستعداد لتنفيذ مخططهم الإرهابي والتحضير لجريمة قتل الشرطي والتمثيل بجثته وسرقة مسدسه وأغراضه. وأوردت المصادر، أن لجوء زعيم التنظيم الإجرامي إلى تغيير أرقامه الهاتفية، كان الهدف من ورائه تسهيل عملياته التخريبية، وتفاديا للتنصت على مكالماته المشبوهة وتحديد هويته، معتقدا أن حيلته ستمكنه من البقاء بعيدا عن شكوك الأجهزة الأمنية، سعيا إلى تنفيذ باقي المخططات الإرهابية، والتي تم إجهاضها بفعل مجهودات مصالح "الديستي" والمصلحة الولائية للشرطة القضائية والفرقة الوطنية. وقادت التحريات إلى اعتقال المشتبه فيهما الرئيسيين في عمليات متزامنة بكل من البيضاء وبمنطقة "سيدي حرازم" ضواحي فاس، قبل أن يتم إيقاف المشتبه فيه الثالث في عملية لاحقة بالبيضاء. ويأتي إيقاف المشتبه فيه ضمن اثنين آخرين، بعد أن كشفت الأبحاث الأمنية والتحقيقات الدقيقة، تورط الثلاثة في واقعة قتل شرطي المرور وإحراق جثته وسرقة مسدسه الوظيفي وأصفاده وسيارته الشخصية وإتلاف معالم الجريمة وطمس الأدلة، قبل أن يتبين أن الجريمة ليست بهدف انتقامي، وإنما هي نتاج لمشروع إرهابي يستهدف الأمن والنظام العامين. وحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فإن المعطيات الأولية للبحث، كشفت أن المشتبه فيهم أعلنوا، أخيرا، "الولاء" لـ"الأمير" المزعوم للتنظيم الإرهابي "داعش"، وعقدوا العزم على الانخراط في مشروع إرهابي محلي "بغرض المساس الخطير بالنظام العام"، بعد تشبعهم بالفكر المتطرف قبل شهر ونصف. وأضافت المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغ توصلت "الصباح"، بنسخة منه، أن الموقوفين الثلاثة "قرروا استهداف أحد موظفي الأمن بغرض تصفيته جسديا والاستيلاء على سلاحه الوظيفي، لغرض ارتكاب جريمة السطو على وكالة بنكية، بهدف تحصيل العائدات المالية لهذا الفعل الإجرامي. محمد بها