القــــضــــاء أداة قـــــصــــف

وسيلة للضغط ومحاولة ربح مسافات في الأزمة مع الرباط منحت فرنسا نفسها ولاية قضائية على دول مستعمراتها السابقة، في محاولة لخرق مبدأ سيادة هذه الدول، وفرض الضغط والتهديد بالقدرة على استغلال جهاز العدالة لتصفية الحسابات السياسية، وفرض مكتسبات عن طريق التفاوض غير المتساوي، للدفع أكثر بمصالحها الذاتية والسيطرة. ولا تفوت فرنسا الفرص في إطلاق يد القضاء لخدمة سياستها الخارجية، وفقا لأجندة المحاباة أو الانتقام، حسب الأمزجة التي تفرضها المرحلة، وهو ما يترجم واقعيا بحماية مهربي الأموال من كابرانات الجزائر، ووضعها في بنوك فرنسية أو استثمارات مختلفة، إذ يملك وزراء سابقون وقادة عسكريون ومديرو مؤسسات عمومية ورجال أعمال عقارات كبيرة في فرنسا، كما يملكون مشاريع تجارية بأسماء أفراد من عائلاتهم. مقابل ذلك تنهج الدولة الفرنسية أسلوبا ملتويا حين الشعور بالمس بما تعتبره مكتسباتها، لتسلط قضاءها للدخول في حرب بالوكالة، وهو ما ترجم في عدة مناسبات، ومازال قائما، إذ يتم فتح مساطر ضد مسؤولين مغاربة، في ضرب تام للمواثيق الدولية، ولسيادة المملكة، ولهدف وحيد وهو الضغط بالقضاء الفرنسي والتهديد بآلياته. وبدت فرنسا أكثر استعمالا للقضاء وسيلة للضغط ومحاولة ربح مسافات في أزماتها مع المغرب، إلا أن الأسلوب فطنت له المملكة وتعاملت بصرامة مع مواقف للقضاء الفرنسي، مازالت حديث الصالونات السياسية، من قبيل ما وقع في فبراير 2015، حين انتهزت فرنسا فرصة وجود عبد اللطيف حموشي، مدير الاستخبارات المدنية ببلدها، لمناسبة اجتماع رباعي مغربي فرنسي وإسباني وبرتغالي، لترسل إليه استدعاء للاستماع إليه في قضية تعذيب مفبركة، مرفوعة من قبل جمعية مسيحية، وهو الموقف الذي دفع المملكة إلى الاحتجاج بشدة، على السلوك، واعتباره حادثا خطيرا، واستدعاء السفير الفرنسي بالرباط لتبليغه احتجاج المملكة، وإصدار بلاغ للخارجية المغربية ألح على تقديم توضيحات عاجلة ودقيقة للسلوك غير المقبول وتحديد المسؤوليات عنه، مع رفض تلك الاتهامات. ودفعت ردة الفعل المغربية إلى تراجع القضاء الفرنسي، إثر أزمة حقيقية بين البلدين، لتعود فرنسا بعد سنة من الحادث، إلى استدعاء حموشي، لكن هذه المرة ليس للاستماع إليه، بل لتوشيحه بوسام جوقة الشرف الوطني، وهو أعلى تكريم رسمي بفرنسا، عرفانا بما قدمه في مجال مكافحة الإرهاب وتكريما له. وتلعب فرنسا بقضائها لتسخيره في المجالات السياسية، إذ سبق أن استدعت مسؤولين في الدرك، كما استدعت صحافيين بناء على شكاية شخص مطلوب في المغرب، هو نفسه موضوع شكايات بفرنسا لم تتحرك، في الوقت الذي لم ينج حتى الفنانون والرياضيون من متابعات كيدية، من قبيل ما يتعرض له أشرف حكيمي، لاعب المنتخب المغربي. المصطفى صفر

القــــضــــاء أداة قـــــصــــف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصب يرعب زبناء بنك

"كراطة" تهدد حكام البطولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات