المئات انقطعت أخبارهم وأسرهم تطالب أوربا بالكشف عن أماكن احتجازهم وتسليم رفاتهم تتوارى خلف تجارب الهجرة السرية "الناجحة"، الكثير من القصص المؤلمة، والتي غالبا لا نسمع عنها الكثير، إذ أن عددا كبيرا من الأشخاص الذين يهاجرون بطريقة غير شرعية، يختفون في ظروف غامضة، كما المئات بل الآلاف من المغاربة، الذين اختفوا وانقطعت أخبارهم، ولا علم لأسرهم بأماكن وجودهم أو احتجازهم، ولا يدرون هل هم على قيد الحياة أم لا. وتستثمر شبكات الهجرة السرية في الترويج للنماذج التي عبرت بسلام إلى أوربا، وتمكنت من تغيير أوضاعها الاجتماعية، وأصبح هذا الترويج والتلميع مهنة أيضا لدى بعض المهاجرين المغاربة، الذين يغرون الشباب والقاصرين بتكرار تجربتهم في الهجرة، وهدفهم جمع المتابعات ومراكمة الأموال، دون شفقة من حال من يتأثر بخطابهم. وسياق هذا الحديث، أن عددا من الأسر المغربية، احتجت قبل أيام أمام مقر التمثيلية للمفوضية الأوربية بالرباط، وطالبت أوربا بالكشف عن حقيقة أبنائها، الذين اختفوا في ظروف غير معروفة، عندما قرروا الهجرة إلى أوربا. وتوجد من بين المحتجين أسر يوجد أبناؤها في وضعية احتجاز، من قبل بعض البلدان، مثل تركيا واليونان ودول أوربا الشرقية، بعد إلقاء القبض عليهم في طريق الهجرة، الذي يبدأ في تركيا وينتهي في دول أوربا الغربية، مرورا بعدة دول، ومن بين هذه الدول التي قتلت مهاجرين في عمليات مختلفة، وأخرى تحتجزهم وتعذبهم، في اليونان. وطالبت أسر الضحايا المفقودين بالكشف عن لوائح الأحياء، وعن أماكن احتجازهم، وبإطلاق سراحهم، أو تمكينهم من قنوات التواصل مع أسرهم، وبالنسبة إلى الذين توفوا خلال عملية العبور، أو برصاص الجيش أو داخل السجون، ناشدت أسر الضحايا بتمكينها من رفات أبنائها. وعاد في الآونة الأخيرة "طوندونس" الهجرة السرية في المغرب، خاصة بعد ظهور موجة صناع المحتوى المقيمين خارج المغرب، الذين يصورون لمتابعيهم أنهم يعيشون في النعيم، إضافة إلى اكتشاف طرق جديدة وزيادة الإقبال عليها، كما هو الأمر بالنسبة إلى جزر الكناري، أو الهجرة برا عن طريق تركيا. ورغم أن السلطات فككت قبل أيام شبكتين للهجرة السرية، من بين أفرادها متطرفون دينيا، وحربها خاصة في أقاليم الشمال ضد الهجرة السرية، إلا أن هناك فراغا كبيرا في القنوات الموازية، من أجل توضيح الأمور على الأقل للذين يحملون أفكار الهجرة، ومستعدون لدفع المال والمخاطرة بحياتهم، وعدم تركهم فريسة لباعة الوهم. عصام الناصيري