تصدى حزب العدالة والتنمية، عبر صفحته الرسمية بـ "فيسبوك"، إلى التعديلات التي من المنتظر أن تشمل مدونة الأسرة، والتي دعا إليها الملك في خطاب العرش الأخير، ولقيت ترحيبا من الحقوقيين والمناضلين من أجل حقوق المرأة، من خلال نشر مقتطفات من مداخلات أعضاء الحزب، خلال الندوة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لـ "بيجيدي"، نهاية الأسبوع الماضي، حول "وضعية المرأة بين المواثيق الدولية والمرجعية الإسلامية". ونشرت صفحة العدالة والتنمية مقتطفا من مداخلة مصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة للحزب، اعتبر فيها أن الأخذ بما جاء بالتوصيات الدولية لا يجب أن يكون على حساب الهوية الوطنية والدينية، أو أن تأتي التوصيات "بمنطق أن يصبح الطلاق سهلا والزواج صعبا، وأن نعقد الأمور حتى لا تتشكل الأسرة، وإذا ما تشكلت وتكونت أن ينفرط عقدها سريعا"، كما نشرت (الصفحة على "فيسبوك") مقطعا من مشاركته في برنامج على إذاعة خاصة، تحدث فيها على أن النصوص المتعلقة بالإرث هي نصوص قرآنية قطعية، وليس فيها أي باب من أبواب الاجتهاد الذي يتحدث عنه البعض. ونشرت الصفحة مقتطفا أيضا من الكلمة التي ألقتها إلهام والي، القيادية بمنظمة نساء العدالة والتنمية، خلال مشاركتها في ندوة لمنظمة التجديد الطلابي بمكناس في الثامن من مارس، الذي يصادف الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة، والتي أكدت من خلالها أن "المجتمع المغربي ككل، سيقف في وجه التعديلات التي تريد بعض الجهات إدخالها على مدونة الأسرة، المناقضة لأسس المدونة الشرعية والإسلامية، والمخالفة للقواعد الدستورية، مضيفة أن "المجتمع المغربي متمسك بخصوصيته، ويريد إصلاح المدونة في ظل انتمائه وهويته الإسلامية". ومن بين المداخلات أيضا، تلك التي ألقتها بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، الذراع النسائي لحزب العدالة والتنمية، خلال ندوة "التوحيد والإصلاح"، والتي شددت فيها على أن النقاش العمومي اليوم حول مدونة الأسرة، ينبغي أن يستحضر الخلفيات التاريخية والمرجعية الدينية للمملكة. وجاء نشر هذه المداخلات والروابط، مباشرة بعد "البوست" الذي نشرته صفحة الحزب، ووجه من خلاله عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رسالة إلى كافة أعضاء الحزب ومسؤوليه، بعدم التعليق بأي شكل من الأشكال على البلاغ الصادر من الديوان الملكي، الاثنين الماضي، وعدم تقديم أي تصريح حوله، إلى حين اجتماع الأمانة العامة للحزب لتدارس الموضوع. نورا الفواري