تبخر 800 مليار بالفواتير المزورة

المديرية العامة للضرائب تشن حملة على مصدريها ومستعمليها وتحيل أوراقهم على القضاء تشن مصالح المديرية العامة للضرائب حربا على شركات تخصصت لسنوات في منح فواتير مزورة، عن تعاملات وهمية، إذ تكتفي بملء الفاتورة لطالبها، مقابل عمولة تتراوح بين 1 في المائة و3 من المبلغ، حسب القيمة الإجمالية للفاتورة. وظلت هذه الشركات تشتغل لسنوات دون أن يتمكن مراقبو الضرائب من رصدها. وأكدت المصادر أن الفواتير المزورة تضيع على خزينة الدولة أزيد من 8 ملايير درهم (800 مليار سنتيم)، في ما يتعلق بالضريبة على القيمة المضافة، فقط، تضاف إلى ذلك ملايير الضريبة على الشركات، التي لا يتم تحصيلها بسبب التلاعب في التصريحات، باستعمال هذه الفواتير. ويأتي تشديد المراقبة بشأن مصداقية المعطيات المتضمنة في بعض الفواتير، بعدما أصبحت عشرات الآلاف من المقاولات تصرح بعجز في حساباتها لسنوات، كما أن معطيات المديرية العامة للضرائب تشير إلى أن أزيد من 70 في المائة من المقاولات تصرح بأرباح تقل عن 3 ملايين درهم، وأن أكثر من 13 ألف مقاولة صرحت بتحقيق أرباح للمرة الأولى. ومكن النظام المعلوماتي الجديد، الذي اعتمدته المديرية، مراقبي الضرائب من رصد عدد من الاختلالات في بعض الفواتير، التي توصلت إليها، وقررت تنظيم زيارات لمقرات الشركات المصدرة لهذه الفواتير، من أجل التأكد من صحتها. وتلجأ شركات إلى استعمال فواتير مزورة قصد رفع التكاليف وتقليص الأرباح الصافية لضمان أداء واجبات ضريبية أقل، وتنتعش سوق الفواتير، قبيل المواعيد المحددة لتقديم التصاريح الجبائية. وأفادت مصادر "الصباح"، أن المدير العام للضرائب أعطى تعليماته إلى المصالح التابعة للمديرية، من أجل التركيز على الفواتير المدلى بها في التصاريح الجبائية وتوظيف النظام المعلوماتي، في رصد حالات التزوير المحتملة. وتعتزم المديرية التعامل بحزم مع مصدري الفواتير المزورة ومستعمليها باللجوء إلى القضاء، عوض الاكتفاء بالغرامات وتحصيل المبالغ المستحقة بعد المراجعة الضريبية. وأكدت مصادر "الصباح" أن عشرات الملفات أحيلت على القضاء بتهم إصدار فواتير مزورة واستعمالها في الرباط والبيضاء وبني ملال ووجدة وفاس. وتتواصل التعبئة على مستوى المديرية الجهوية للضرائب لرصد المتورطين في إنتاج واستعمال هذه الوثائق المحاسبية، بغرض التهرب الضريبي. وتعتبر قاعدة البيانات، التي أصبحت المديرية العامة للضرائب تتوفر عليها بفضل اتفاقيات تبادل المعلومات مع عدد من الإدارات الأخرى، السلاح الفعال لمواجهة هؤلاء المتهربين وممارسي الغش الضريبي، إذ يمكن الحصول على معلومات دقيقة حول رقم معاملات بالولوج إلى قاعدة بيانات إدارات أخرى، ما يسمح بمراجعة القيم التي يتم الإدلاء بها، باستعمال معطيات مغلوطة عن رقم المعاملات وحجم الأرباح الحقيقيين. عبد الواحد كنفاوي

تبخر 800 مليار بالفواتير المزورة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مواجهات عنيفة بين الدرك و"بزناسة"

غرف الجنايات... وضعية غير عادية

مقالات ذات صلة