أنعشت التساقطات الثلجية والمطرية حقينة سد بين الويدان والوديان النائمة بسبب موجة الجفاف الأخيرة التي أضرت بالمنتوجات الفلاحية، وساهمت في تأزيم أوضاع الفلاحين الذين تخلصوا من قطعان الأبقار والأغنام لغلاء العلف وقلة الكلأ في المروج والحقول. ورغم أن نسب الأمطار لم تكن عادلة في العديد من المناطق الجبلية، وتحديدا الحزام المحاذي لجبال الأطلس المتوسط بإقليم أزيلال، فضلا عن مناطق بإقليم ببني ملال ومناطق بسوق السبت بإقليم الفقيه بن صالح، فإن كميات الأمطار الأخيرة المتساقطة، أعادت التوازن البيئي في العديد من المناطق التي تنتظر ربيعا زاهيا تجلت بشائره الأولى مطلع مارس الجاري. وأفاد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، بأن إجمالي التساقطات المطرية بجهة بني ملال خنيفرة، بلغ 187 ميلمترا عند متم فبراير، علما أنها لم تتجاوز 65 ميلمترا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة قدرها 122 ميلمترا. وبلغت هذه التساقطات المطرية 141 ميلمترا بالفقيه بن صالح، و196 ميلمترا بأزيلال، و227 ميلمترا بخريبكة، فيما سجلت بإقليمي بني ملال وخنيفرة تساقطات مطرية مهمة بلغت على التوالي 267 و321 ميلمترا. وعادت هذه التساقطات المطرية بالنفع على جهة بني ملال خنيفرة لتحسين مؤشراتها الفلاحية، وتعزيز مياهها بمساحتها الفلاحية المسقية التي تبلغ نحو 1 مليون هكتار، الأمر الذي ساهم في تحسين نسبة ملء السدود الرئيسية في الجهة، منها سدا بين الويدان وأحمد الحنصالي اللذان شهدت حقينتهما انخفاضا كبيرا في نسبة الملء بسبب عدم انتظام التساقطات المطرية. كما أن التساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدها إقليما خنيفرة وأزيلال، كان لها أثر إيجابي في تحسين وضعية النباتات بالسلاسل الجبلية في الإقليمين، وكذا على نمو المحاصيل (مغروسات، مزروعات). كما ساهمت التساقطات الأخيرة في سقي 360 ألف هكتار من المجال الغابوي بإقليم أزيلال، فضلا عن سقي حقول الحبوب وأشجار الفواكه الأساسية بالإقليم ذاته، ومنها التفاح والزيتون واللوز والخروب. ويرتقب الفلاحون والمزارعون أن تعزز تساقطات مطرية وثلجية، مرتقبة في مارس الجاري، الحقينة المائية التي انتعشت في السدود والآبار والأودية، سيما أن النباتات الزراعية وثمار الأشجار تحتاج إلى مزيد من الماء في هذه الفترة من السنة الفلاحية حتى يكتمل نضجها. سعيد فالق (بني ملال)