إزهاق أرواح بدافع الانتقام

خلاف تسبب في تصفية شاب وامرأة قتلت زوجها حقدا على زوجته الأولى يظن البعض أن الانتقام سيجلب لصاحبه الاستقرار النفسي والتخلص من الحرب النفسية الداخلية، بيد أن مجرد التفكير في هذه الخطوة، مهما كانت الظروف أو الأسباب، هو رد فعل سلبي (برأي علماء الاجتماع)، يمد الإنسان بقدر كبير من الطاقة السلبية التي تعمل على اجتذاب طاقات أخرى، فتتصاعد الأفكار التي توجه السلوك نحو ارتكاب أفعال بدافع الانتقام، وغالبا ما تكون هذه الجرائم أكثر وحشية. خلافات قديمة سبب الانتقام بإقليم آسفي، سجلت العديد من جرائم الانتقام، وهي جرائم أزهقت فيها الأرواح، كحال شاب قُتل بمنطقة كزولة، بعدما تعرض لطعنات قاتلة وتركه المشتبه فيه غارقا في دمائه، لتنطلق الأبحاث التمهيدية بحجز السكين أداة الجريمة قرب الضحية، وتم القيام بحملات تمشيطية لم تسفر عن أي شيء، قبل أن يقدم المتهم نفسه، لعناصر المنطقة الأمنية ابن مسيك بالبيضاء، مؤكدا لهم أنه ارتكب جريمة قتل بمنطقة كزولة بإقليم آسفي، وأنه في حالة فرار، ليتم ربط الاتصال بعناصر الدرك الملكي من قبل أمن ابن مسيك، إذ تم تأكيد الأمر، ليتم الاحتفاظ بالمتهم إلى حين وصول دورية من عناصر الدرك الملكي المنوط بها إجراء البحث التمهيدي. وسلمت عناصر المنطقة الأمنية ابن مسيك لعناصر المركز الترابي للدرك الملكي بسبت كزولة، المتهم البالغ من العمر 31 سنة، ليتم اقتياده نحو مركز الدرك الملكي للقيام بالأبحاث التمهيدية اللازمة. وكشفت الأبحاث، أن أسباب وقوع الجريمة، تعود إلى خلافات قديمة بين الضحية وشقيقه، من جهة، والمشتبه فيه، من جهة ثانية، إذ سبق للمتهم أن تعرض لاعتداء من قبل شقيق الضحية، بواسطة سكين نتج عنه إلحاق عاهة مستديمة به، بعد أن فقد البصر بإحدى عينيه، ليتم اعتقال المعتدي وإدانته بسنة واحدة حبسا نافذا لازال يقضي مدة منها خلف القضبان بالسجن المدني لآسفي. وحسب خلاصات الأبحاث التمهيدية، فإن ذلك أجج رغبة الانتقام وتوالت الاستفزازات من قبل الضحية، إذ يوم الحادث بينما كان المشتبه فيه متوجها نحو عمله في سوق السمك، تعرض للمضايقات من قبل الضحية، ليدخل الاثنان معا في عراك انتهى بتوجيه طعنات بواسطة سكين إلى الضحية، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، متأثرا بجروحه. قصة أخرى، بطلتها الزوجة الثانية، التي تعرف عليها شخص يدعى "بوشعيب" يشتغل بالقوات المسلحة الملكية، في إحدى العلب الليلية، إذ توطدت العلاقة بينهما، وتحولت إلى لقاءات غرامية، سرعان ما انتهت بالزواج. ومع مرور الوقت أصبحت الزوجة الثانية، التي تصغر بوشعيب ب20 سنة، تحرضه على تطليق الزوجة الأولى، وكانت تلك بمثابة الشرارة الأولى، لبداية مسلسل جديد من المشاكل. رفض "بوشعيب" الانصياع إلى رغبة زوجته الثانية، وكان طلبها بمثابة الإشارة التي جعلته ينتبه إلى الأخطاء التي ارتكبها في حق الزوجة الأولى. أضحت العلاقة الزوجية بين "بوشعيب" و"حياة"، متوترة إلى درجة قصوى، وزاد من تأججها قضاؤه لجميع عطل الأعياد الدينية رفقة الزوجة الأولى، وهو الأمر الذي لم يكن يروق بالمرة الزوجة الثانية التي قررت الانتقام منه. ركبت "حياة" رقم هاتف زوجها، وطلبت منه الحضور على عجل إلى بيت والديها، وما كان من الزوج المسكين سوى إشعار رئيسه وامتطاء سيارته، لمغادرة الثكنة في اتجاه بيت أصهاره، وبمجرد ما دخل كان والد الزوجة في استقباله ب"شاقور" انهال به عليه، مخلفا له عدة إصابات في الرأس، حيث نزف إثرها الزوج كثيرا، قبل أن تعمد الزوجة إلى طعنه بواسطة سكين، في حين ظلت والدتها تتابع عن قرب الجريمة البشعة التي خططت لتنفيذها فلذة كبدها. ورغم إصابته البالغة، قاوم الزوج، وهم بمغادرة المنزل، وما هي إلا بضعة أمتار حتى سقط أرضا، مضرجا وسط دمائه، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها. فجأة أدرك الأب المغرر به، فداحة ما ارتكبه، ليغادر مهرولا مسرح الجريمة، إلى إحدى الضيعات الفلاحية، إذ قرر وضع حد لحياته، شنقا، في الوقت الذي تم اعتقال الأم والزوجة. محمد العوال (آسفي)

إزهاق أرواح بدافع الانتقام

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جانح يغتصب والدته

إحباط محاولة هجرة جماعية لإسبانيا

مقالات ذات صلة