اليسار… الشتات وحلم الوحدة الموؤود

ظاهرة الانشقاقات تطارد قوى اليسار وأفق الحزب الاشتراكي الكبير صعب التحقيق تنافس زعماء الأحزاب اليسارية، الذين جعلوا الاشتراكية مرجعية حزبية خالدة، على توحيد التيارات القائمة في قوة واحدة، وكلما اقتربت ساعة الحسم بحثا عن التوافق على تحقيق الاندماج، يقع الشتات، لكثرة الأرضيات الفكرية والسياسية، وتطغى الأنانيات. وحاول اليساريون توحيد صفوفهم، بعدما عاشوا انشقاقات، أغلبها تم إلصاقه بوزارة الداخلية على مدى عقود، فيما اتضح أن عوامل داخلية كانت سببا في تفجير الأحزاب السياسية اليسارية، وأن القيادة تدخل حلبة جلد الذات ونشر الغسيل، وتبادل الاتهامات، والبحث في تاريخ الأسباب التي أدت إلى هذه الوضعية، بالانتقال من تحليل الأزمة، والتنظير لها إلى أزمة التعايش داخل حزب واحد. وهكذا تحول النضال لأجل ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى نضال في وجه الرفاق، ما عمق الجراح وأبعد وجوها كثيرة قررت الانطواء على نفسها، ولم تعد حتى تصوت لرموز اليسار في الانتخابات، وبعضها أصبح يصوت للعدالة والتنمية، ذي المرجعة الإسلامية، عقابا لأحزاب اليسار ذي المرجعة الاشتراكية، أو الماركسية، أو الشيوعية. وعاشت كل أحزاب اليسار محنة كبرى من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والحزب الاشتراكي، والعمالي، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، والاشتراكي الموحد، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية. وأخيرا حل حزبا الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمؤتمر الوطني الاتحادي، نفسيهما، لتحقيق الاندماج مع التيار الوحدوي التقدمي، المنشق عن الاشتراكي الموحد، لأجل تحقيق الاندماج في حزب واحد بعد فترة انتقالية. ومع ذلك، طعن قادة من الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في عملية الاندماج، فيما رفض الاشتراكي الموحد بقيادة نبيلة منيب الاندماج بمبررات مختلفة، فاضطرت مجموعة محمد الساسي، إلى مغادرة سفينة الاشتراكي الموحد، وتشكيل التيار الوحدوي التقدمي. وجاء القرار بعد نقاش مستفيض بين قياديين وأطر الأحزاب اليسارية، وإن كان بعض الرفاق في الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عبروا عن رفضهم لمسألة حل الحزب، وأكدوا أنهم ضد فكرة الاندماج، معتبرين أنها تخدم مصالح التيار الرجعي على الخصوص. وعلى إيقاع شعار" وحدة وحدة يا يسار لتحقيق الانتصار" افتتحت الأحزاب المعنية بالاندماج مؤتمرها ببوزنيقة بتوقيع ميلاد " فدرالية اليسار الديمقراطي"، التي انتخبت عبد السلام لعزيز أمين عام المؤتمر الوطني الاتحادي، أمينا عاما للفدرالية. وقال الزعيم اليساري عبد الرحمن بنعمرو، إنه من أسس التوجه المذهبي الإيديولوجي للحزب المندمج، خوض معركة التوزيع العادل للثروات، ومنحها للشعب وممثليه الحقيقيين، عبر تنصيب حكومة ديمقراطية يرضى عنها الشعب، بحزب اشتراكي كبير يجمع كل اليساريين، الذي لهم هم واحد هو بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية، وضمان الحقوق الشاملة للشعب. من جهته، أكد محمد الساسي أن فكرة الاندماج انطلقت لأن أي حزب من الأحزاب اليسارية القائمة غير قادر لوحده أن يبني صرح فعل يساري على أرض الواقع بالمغرب، وأن هذا الاندماج في حزب اشتراكي كبير لأجل صنع الحدث وتجاوز مرحلة التعليق عليه، وتحريك القواعد الشعبية وعدم الاقتصار على التعاطف معها فقط، وإطلاق مبادرات وعدم حصرها في دور تثمين بعضها دون معرفة حتى من أطلقها، مضيفا أن الوحدة أهم من اشتغال كل حزب على حدة منفردا، وبالتالي سيتم إدراك الفعل السياسي وتملكه جماعة لجعل أحزاب المبادئ أكثر حضورا في الساحة السياسية في حزب اشتراكي كبير. واعتبر عبد السلام العزيز أن المغرب في حاجة إلى حزب اشتراكي كبير يسعى إلى تجميع الفعاليات اليسارية، التي تتقاسم مشروع الدولة الاجتماعية والاعتقاد بالحرية الاجتماعية، ومحاربة الاختلالات التي أنتجتها الدولة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعرت عنها الأزمة الحالية. أحمد الأرقام

اليسار… الشتات وحلم الوحدة الموؤود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحركة... التجديد الحذر

شباط يفشل في مهام "الانشقاق"

مقالات ذات صلة