خاص

من‭ ‬قتل‭ ‬الشرطي؟‭ ‬

ترجيح‭ ‬فرضية‭ ‬الانتقام‭ ‬واستبعاد‭ ‬الشبهة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والأبحاث‭ ‬جارية‭ ‬عن‭ ‬مسدس‭ ‬وسيارة

تواصلت،‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ (‬الجمعة‭)‬،‭ ‬الأبحاث‭ ‬والتحقيقات‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬شرطي‭ ‬وإحراق‭ ‬جثته،‭ ‬باقتفاء‭ ‬كل‭ ‬الآثار‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬فك‭ ‬اللغز‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬الجناة،‭ ‬واستبيان‭ ‬الدوافع‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم‭ ‬إلى‭ ‬التمثيل‭ ‬بالجثة،‭ ‬عبر‭ ‬نقلها‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬عمل‭ ‬شرطي‭ ‬المرور‭ ‬بمدارة‭ ‬عين‭ ‬الكديد‭ ‬بالرحمة،‭ ‬إلى‭ ‬تراب‭ ‬جماعة‭ ‬أخرى‭ ‬ببرشيد‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬السوالم،‭ ‬واختيار‭ ‬مكان‭ ‬خلاء‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تجزئة‭ ‬لإحراق‭ ‬الجثة‭ ‬في‭ ‬بالوعة‭ ‬وإتلاف‭ ‬معالمها‭.‬

إنجاز‭: ‬المصطفى‭ ‬صفر

كانت‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬انتبهت‭ ‬المصالح‭ ‬الإدارية‭ ‬الأمنية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الرحمة‭ ‬إلى‭ ‬اختفاء‭ ‬الشرطي‭ ‬وعدم‭ ‬التحاقه‭ ‬بمقر‭ ‬المصلحة‭ ‬لتسليم‭ ‬متحصل‭ ‬المخالفات‭ ‬وباقي‭ ‬المستلزمات‭ ‬الأخرى،‭ ‬والقيام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬المألوفة‭. ‬وظل‭ ‬هاتف‭ ‬الضحية‭ ‬مغلقا‭ ‬رغم‭ ‬تكرار‭ ‬الاتصالات‭.

في‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي‭ (‬الخميس‭)‬،‭ ‬انتبه‭ ‬أحد‭ ‬المارة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نظارة‭ ‬بها‭ ‬دماء‭ ‬وغير‭ ‬بعيد‭ ‬منها‭ ‬كاميرا‭ ‬الصدر‭ ‬الخاصة‭ ‬بشرطة‭ ‬المرور،‭ ‬ليبلغ‭ ‬السلطة‭ ‬المحلية‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬إشعار‭ ‬مصالح‭ ‬الأمن،‭ ‬لتنتهي‭ ‬الإجراءات‭ ‬بتفسير‭ ‬اختفاء‭ ‬الشرطي‭ ‬بالاشتباه‭ ‬في‭ ‬تعرضه‭ ‬لاعتداء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تترجمه‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬نظارته،‭ ‬إذ‭ ‬كسر‭ ‬حاملها‭ ‬الأيسر‭ ‬وغطت‭ ‬الدماء‭ ‬إحدى‭ ‬زجاجتيها‭.‬

كانت‭ ‬معاينة‭ ‬الكاميرا‭ ‬والنظارة‭ ‬إيذانا‭ ‬بوقوع‭ ‬جريمة،‭ ‬فانطلقت‭ ‬مصالح‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتحري،‭ ‬لمعرفة‭ ‬مصير‭ ‬الموظف،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إشعار‭ ‬المصالح‭ ‬الولائية‭ ‬ثم‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬ليعلن‭ ‬عن‭ ‬استنفار‭ ‬لحل‭ ‬اللغز‭.

دلائل‭ ‬ترجح‭ ‬الاختطاف

من‭ ‬ضمن‭ ‬الحاجيات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬عليها‭ ‬بمكان‭ ‬الاعتداء،‭ ‬سيارة‭ ‬تخص‭ ‬الضحية،‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬ركنها‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬عمله‭ ‬بالمدارة،‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬باقي‭ ‬رجال‭ ‬المرور،‭ ‬الذين‭ ‬يتناوبون‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بالمكان‭ ‬نفسه‭.‬

عممت‭ ‬برقيات‭ ‬ومعلومات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬والدركية‭ ‬بأرقام‭ ‬لوحة‭ ‬السيارة‭ ‬ونوعها‭ ‬ولون‭ ‬صباغتها،‭ ‬قصد‭ ‬التبليغ‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رصدت‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭.‬

بينما‭ ‬ظلت‭ ‬الأسئلة‭ ‬عالقة‭ ‬حول‭ ‬سبب‭ ‬الاختفاء،‭ ‬وأسباب‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬النظارات‭ ‬والكاميرا،‭ ‬ليتم‭ ‬ترجيح‭ ‬فرضية‭ ‬الاعتداء،‭ ‬وتتدخل‭ ‬مختلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬المكلفة‭ ‬بالبحث‭ ‬قصد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬وسبر‭ ‬فرضية‭ ‬أولى‭ ‬تعلقت‭ ‬بالاختطاف،‭ ‬فلو‭ ‬أن‭ ‬الشرطي‭ ‬تعرض‭ ‬لجروح‭ ‬بسبب‭ ‬اعتداء‭ ‬أو‭ ‬مشاداة‭ ‬للجأ‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬ولكانت‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬قد‭ ‬أبلغت‭ ‬ساعتها‭.‬

وتنبغي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظروفا‭ ‬مشجعة‭ ‬مكنت‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬الجناة‭ ‬من‭ ‬اقتراف‭ ‬جرمهم‭ ‬وسهلت‭ ‬هروبهم،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬مدارة‭ ‬عين‭ ‬الكديد‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة،‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬خلاء‭ ‬وأراض‭ ‬فلاحية،‭ ‬ووسط‭ ‬طريق‭ ‬ليست‭ ‬بها‭ ‬بنايات،‭ ‬ولا‭ ‬إنارة‭ ‬عمومية‭.‬

ثلاثة‭ ‬مسارح‭ ‬للجريمة

لم‭ ‬يمر‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬حتى‭ ‬أتت‭ ‬الأخبار‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬أخرى‭ ‬مجاورة‭ ‬للبيضاء،‭ ‬وبالضبط‭ ‬من‭ ‬السوالم‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬أولاد‭ ‬حريز‭ ‬الغربية،‭ ‬التابعة‭ ‬لعمالة‭ ‬برشيد،‭ ‬وهي‭ ‬أخبار‭ ‬مؤسفة‭ ‬تفيد‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬متفحمة‭ ‬داخل‭ ‬بالوعة‭ ‬لم‭ ‬تستعمل‭ ‬قط‭ ‬بتجزئة‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬تهييء‭ ‬بقعها‭ ‬وطرقها‭ ‬بمكان‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬دوار‭ ‬الخدادرة‭.‬

تطويق‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬قرب‭ ‬مدارة‭ ‬عين‭ ‬الكديد‭         (‬عبد‭ ‬الحق‭ ‬خليفة‭)‬

انتقلت‭ ‬عناصر‭ ‬الدرك‭ ‬الملكي‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬الجديد،‭ ‬لتعاين‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬الجثة،‭ ‬وبقايا‭ ‬زي‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬لم‭ ‬تلتهمها‭ ‬النيران،‭ ‬فتم‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الجثة‭ ‬للشرطي‭ ‬نفسه‭ ‬موضوع‭ ‬البحث،‭ ‬الذي‭ ‬أذيع‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التنسيق‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬السيارة‭.‬

جرى‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مصالح‭ ‬القيادة‭ ‬الجهوية‭ ‬للدرك‭ ‬ومصالح‭ ‬الأمن‭ ‬الولائي‭ ‬بالبيضاء،‭ ‬وأرجأت‭ ‬عملية‭ ‬انتشال‭ ‬الجثة‭ ‬المحترقة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬حضور‭ ‬العناصر‭ ‬التابعة‭ ‬للمديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬وضمنها‭ ‬فرقتا‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬والشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬والشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭.‬

الاستعانة‭ ‬بكلاب‭ ‬مدربة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬المسدس‭    (‬عبد‭ ‬الحق‭ ‬خليفة‭)‬

انتشلت‭ ‬الجثة‭ ‬وتبين‭ ‬أنها‭ ‬فعلا‭ ‬للشرطي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملامح‭ ‬وجهه‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحترق‭ ‬كليا،‭ ‬وعثر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬أصفاد‭ ‬وبقايا‭ ‬البذلة،‭ ‬التي‭ ‬حسمت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الجثة‭ ‬هي‭ ‬للمختفي‭ ‬نفسه،‭ ‬رجل‭ ‬المرور‭ ‬بمدارة‭ ‬عين‭ ‬الكديد‭ ‬بمدينة‭ ‬الرحمة‭.‬

لم‭ ‬تقتصر‭ ‬الأبحاث‭ ‬والتحريات‭ ‬عند‭ ‬الحفرة‭ ‬التي‭ ‬وضع‭ ‬فيها‭ ‬الضحية‭ ‬وأحرقت‭ ‬جثته،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬جنبات‭ ‬الفضاء‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬ناقلة‭ ‬استعملت‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الجثة‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬بوعزة‭ ‬إلى‭ ‬السوالم،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬أخذ‭ ‬عينات‭ ‬لإخضاعها‭ ‬للتحاليل‭ ‬المخبرية‭ ‬قصد‭ ‬معرفة‭ ‬السائل‭ ‬المستعمل‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬النيران،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المفيدة‭ ‬في‭ ‬البحث‭.‬

عدت‭ ‬منطقة‭ ‬السوالم‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬يخضع‭ ‬لنفوذ‭ ‬الدرك‭ ‬الملكي،‭ ‬وأنيط‭ ‬شق‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬للجهاز‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المساعدة،‭ ‬للتحري‭ ‬والاستعلام،‭ ‬قصد‭ ‬الاهتداء‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أوصاف‭ ‬الفاعلين‭ ‬والوجهة،‭ ‬التي‭ ‬أخذوها‭ ‬بعد‭ ‬حرق‭ ‬الجثة‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

أما‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬الثالث،‭ ‬فهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬سيتم‭ ‬التخلص‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬السيارة،‭ ‬والذي‭ ‬مازال‭ ‬البحث‭ ‬عنه‭ ‬جاريا،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬تحديده‭ ‬أن‭ ‬يمدد‭ ‬الأبحاث‭ ‬إلى‭ ‬رقعة‭ ‬أخرى‭ ‬للاهتداء‭ ‬إلى‭ ‬شهود‭ ‬أو‭ ‬كاميرات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬آثار‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬لغز‭ ‬الجريمة‭ ‬والاهتداء‭ ‬إلى‭ ‬الفاعل‭ ‬أو‭ ‬الفاعلين‭.‬

مسدس‭ ‬وسيارة

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬التابعة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬ونظيرتها‭ ‬التابعة‭ ‬للدرك‭ ‬عن‭ ‬البحث،‭ ‬طيلة‭ ‬أمس‭ (‬الجمعة‭)‬،‭ ‬عن‭ ‬سيارة‭ ‬الضحية،‭ ‬وسلاحه‭ ‬الوظيفي،‭ ‬فالأبحاث‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بالسوالم‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬الجثة،‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬تحديد‭ ‬مكان‭ ‬المسدس‭ ‬الوظيفي،‭ ‬إذ‭ ‬عثر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الأصفاد،‭ ‬ما‭ ‬خلف‭ ‬استنفارا‭ ‬استعملت‭ ‬فيه‭ ‬الكلاب‭ ‬البوليسية‭ ‬بالأرض‭ ‬الفلاحية‭ ‬المجاورة‭ ‬لمدارة‭ ‬عين‭ ‬الكديد،‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬الشرطي‭ ‬ركن‭ ‬سيارته‭ ‬في‭ ‬جانبها‭ ‬المشرف‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬أزمور‭.‬

نظارة‭ ‬الضحية‭ ‬وكاميرا‭ ‬الصدر‭ (‬خاص‭)‬

وانتشر‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬حول‭ ‬جنبات‭ ‬الطريق‭ ‬نفسه‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬المكان،‭ ‬الذي‭ ‬عثر‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬النظارة‭ ‬وكاميرا‭ ‬الصدر،‭ ‬إذ‭ ‬استمر‭ ‬البحث‭ ‬والتفتيش‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غربت‭ ‬الشمس،‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬السيارة‭.‬

اختفاء‭ ‬المسدس‭ ‬الوظيفي‭ ‬طرح‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة،‭ ‬كما‭ ‬وسع‭ ‬من‭ ‬فرضيات‭ ‬البحث،‭ ‬بين‭ ‬الجريمة‭ ‬الفجائية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬احتقان‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬وجرح،‭ ‬ثم‭ ‬يتطور‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الجثة،‭ ‬والجريمة‭ ‬المخطط‭ ‬لها‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬لأهداف‭ ‬انتقامية‭ ‬وتصفية‭ ‬الحسابات،‭ ‬لتنضاف‭ ‬شبهة‭ ‬الجريمة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬مختلف‭ ‬الشبكات‭ ‬المتطرفة‭ ‬تضع‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬ضمن‭ ‬أهدافها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭. ‬

فرضيات‭ ‬ومسارات‭ ‬البحث

دخلت‭ “‬ديستي‭” ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المتخصصة‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬الأبحاث،‭ ‬فالطريقة‭ ‬التي‭ ‬نفذت‭ ‬بها‭ ‬الجريمة‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬ثناياها‭ ‬تخطيطا‭ ‬محكما،‭ ‬ودراية‭ ‬بالأماكن،‭ ‬وتجنبا‭ ‬للحراسة‭ ‬أو‭ ‬المراقبة،‭ ‬ومسارات‭ ‬البحث‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬فرضية‭ ‬الانتقام‭ ‬أو‭ ‬تصفية‭ ‬الحسابات،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الدوافع‭ ‬الحقيقية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحسم‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬هوية‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬الجناة،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬بصمات‭ ‬الجريمة‭ ‬الإرهابية‭ ‬تظل‭ ‬مستبعدة‭ ‬نسبيا،‭ ‬لحرص‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم‭ ‬المفترضين‭ ‬على‭ ‬إخفاء‭ ‬معالم‭ ‬الجريمة،‭ ‬وهو‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تتبناه‭ ‬الخلايا‭ ‬المتطرفة،‭ ‬إذ‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬رسائل‭ ‬بمكان‭ ‬الجريمة‭ ‬لتدل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬جهادا‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬قادة‭ ‬التنظيم‭ ‬صداه‭.‬

نقل‭ ‬جثة‭ ‬الضحية‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬التشريح‭ ‬الرحمة‭                              (‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬مفيق‭)‬

وتظل‭ ‬فرضيتا‭ ‬الانتقام‭ ‬لتصفية‭ ‬حسابات‭ ‬أو‭ ‬الجريمة‭ ‬بالصدفة،‭ ‬قائمتين‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬فك‭ ‬اللغز،‭ ‬وتعني‭ ‬فرضية‭ ‬الانتقام‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للشخص‭ ‬حسابات‭ ‬اتخذها‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬الجناة‭ ‬مطية‭ ‬للقتل‭ ‬والتمثيل‭ ‬بالجثة،‭ ‬سعيا‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الجريمة‭ ‬الكاملة‭ ‬للتملص‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬العدالة،‭ ‬ووفق‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬المكلفة‭ ‬بالبحث‭ ‬ستستغل‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬ستجمعها‭ ‬من‭ ‬محيط‭ ‬الضحية،‭ ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬الرقمية،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالمكالمات‭ ‬الهاتفية،‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬وغيرها،‭ ‬لرسم‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬الشرطي‭ ‬وعلاقاته،‭ ‬والنزاعات‭ ‬المفترضة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬آخرين‭.‬

بينما‭ ‬الجريمة‭ ‬بالصدفة،‭ ‬تقتضي‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الكاميرا‭ ‬التي‭ ‬عثر‭ ‬عليها،‭ ‬عل‭ ‬الضحية‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬صور‭ ‬شنآنا‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬مستعمل‭ ‬للطريق،‭ ‬أو‭ ‬أوقف‭ ‬مشبوهين‭ ‬يتعاطون‭ ‬الممنوعات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬مهربي‭ ‬المخدرات،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬العرضية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الشرطي‭ ‬أثناء‭ ‬مزاولته‭ ‬مهامه،‭ ‬ويتحول‭ ‬المجرم‭ ‬بالصدفة‭ ‬إلى‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬لمحو‭ ‬الجريمة،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يقوده‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬دفن‭ ‬الجثة‭ ‬أو‭ ‬إحراقها‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأبحاث‭ ‬متواصلة،‭ ‬وأن‭ “‬الروح‭” ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬باللسان‭ ‬العامي‭ “‬عزيزة‭ ‬عند‭ ‬الله‭”‬،‭ ‬ويعول‭ ‬على‭ ‬حنكة‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬لغز‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭ ‬والغامضة،‭ ‬شأن‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬تم‭ ‬فك‭ ‬طلامسها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وجيز‭.


تعليق واحد

  1. ياك لقاو كاميرا الصدرية!!! ملقاوا والو مسجل فيها زعما ؟ يلكان مخدمها فوقت العمل غدية تكون سجلات كلشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.