تتواصل عمليات الاعتداء على قبور بمقبرة الرحمة بالحي الحسني بالبيضاء، في غياب أي رد فعل من قبل مسؤولي مرفق عمومي أضحى "مستباحا"، دون حراسة، أو أبواب. وتشتكي أسر المتوفين وأقرباؤهم من انتهاك حرمة الموتى ونبش قبورهم لأغراض معينة، وعلى نحو مقصود في بعض الأحيان، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على حالات متفرقة، بل حالات متكررة على مدار الأسبوع. وقبل أيام فقط، تعرض قبر نجلة الفاعل الجمعوي علي رضوان إلى النبش، بعد أن تسلل أشخاص في غفلة من الحراس، واقتلعوا بعض الأزهار وحفروا وسط التراب في طرفي القبر، كأنهم يبحثون عن شيء ما، ثم رحلوا وتركوا فوضى خلفهم. وفوجئ أفراد أسرة رضوان بالحالة المزرية لقبر ابنتهم، إذ حاولوا إعادة إصلاح ما تخرب، والاستعانة ببعض الأعوان بالمقبرة نفسها لكنس التراب وإعادة غرس بعض النباتات، في الوقت الذي شوهد فيه مواطنون آخرون يفعلون الشيء نفسه، بعد أن تعرضت قبور أقربائهم إلى الاعتداء والنبش. واستاء أهالي المتوفين من غياب مخاطبين بالمقبرة، أو إدارة قارة لطلب معلومات، أو صور، أو الاطلاع على فيديوهات الحراسة، من أجل تحديد هوية المعتدين على القبور، والتأكد إذا كان الأمر يتعلق بحالات انفرادية، أو بعصابة منظمة تضم أشخاصا يتخذون من "النبش" مهمة، لأغراض معينة. وعوض أن ينتبه المسؤولون إلى هذا الأمر الخطير، ويكثفوا مجهوداتهم للحفاظ على حرمة الموتى، استمروا في التعنت، بعد أن قالوا للأسر المتضررة "لمعجبكم الحال سيرو عند البوليس". وتعرف مقبرة الرحمة، كل يوم، فوضى عارمة، ما يقلق راحة زوار الفضاء، سواء الراغبين في الترحم على الموتى، أو دفن أحدهم، بل وصل الأمر حد الاعتداء على القبور بالنبش والتخريب والسرقة. وتزداد مخاوف الزوار من أن مقبرة الرحمة تعرف غيابا واضحا لكاميرات المراقبة، سيما أن مساحتها الشاسعة تجعل تعرض القبور إلى الاعتداء اليومي شبه وارد. ووصلت شكايات إلى الجهات الأمنية والقضائية لفتح تحقيق في حوادث الاعتداء، إذ تفكر أسر في صيغة لتوفير خدمة الحراسة الخاصة على قبور أقاربها، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، في غياب أي تدخل، أو تفاعل للقطع مع هذه الفوضى. يوسف الساكت