منتدى الرباط يدعو إلى التخلص من التبعية إلى الغرب وتوحيد أصوات الجنوب سعى المشاركون في منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان، المنتهية أشغاله، أول أمس (السبت) بسلا، إلى التخلص من سياسة التبعية للدول الغربية التي تستغل ورقة حقوق الإنسان، لتحقيق أجندات سياسية معينة، عبر استغلال خيرات وطاقات الشعوب الإفريقية والعربية، والأمريكو لاتينية. وأكدت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لضيوف منتدى الرباط، أن المسارات المتنوعة في مجال تعزيز سيادة القانون تتداخل ويغذي بعضها البعض، باعتبار الديمقراطية الناشئة تتقاسم الكثير من التجارب التي تتشابه في بنياتها، من ماضي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وخوض تجارب فريدة في مجال العدالة الانتقالية، فمساهمات متميزة في الاجتهادات الدولية في مجال جبر الأضرار وضمان عدم التكرار، ثم دينامية وزخم منقطع النظير على مستوى مجتمعاتها المدنية. واعتبرت بوعياش أن "الديمقراطيات الناشئة" خاصة بإفريقيا وأمريكا الجنوبية في جعبتها الكثير بشأن النقاش الدائر حول الهجرة والتغيرات المناخية، وهو ما ظهر جليا خلال لقاءات إعداد الميثاق العالمي للهجرة أو أثناء اعتماده خلال قمة مراكش. وعبرت المتحدثة نفسها، عن انشغالها بـ "عدم مصادقة ولو دولة غربية واحدة على الاتفاقية الدولية لحماية المهاجرين وأسرهم"، في الوقت الذي تخضع فيه بلدان الديمقراطيات الناشئة طواعية للاستعراض والتقييم الشامل، و"كأن لون بشرة معينا أو معتقدا دينيا معينا يملي كرامة الإنسان أو يجعل من صاحبه موضوع ظلم فطري متأصل". وشدد المشاركون في المنتدى على أن تحديد معايير العدالة الانتقالية من قبل دول الشمال، أمر لا يستقيم، لأن دول الجنوب هي المعنية بها أساسا، ما أدى إلى بروز سوء فهم حول ما يفترض القيام به، على اعتبار أن لكل دولة خصوصياتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، داعين إلى إحداث شبكة تفكير جنوب-جنوب، لإيجاد حلول ملائمة وقابلة للتطبيق من قبل الدول المعنية. في هذا الإطار، دعا المشاركون في المنتدى إلى الترافع من أجل حث دول الشمال على المصادقة على المواثيق الدولية المتعلقة بحماية المهاجرين وأسرهم، من أجل صون حقوقهم الأساسية، سيما في ظل تقييد دول الشمال حق المهاجرين الوافدين من الجنوب في الدخول إلى أراضيها. أ. أ