أو مجانا بعد

ضيق الحال من الغرابة ألا يصاب المغاربة باضطرابات نفسية في ظل هذه الأوضاع والظروف التي نعيشها. الأمور تغيرت للأسوأ مما لم نتوقعه إلى حين كنا فيه نتداول نكتا صنعناها لمواجهة الأرقام المخيفة الواردة في تقارير الأمراض والاضطرابات النفسية. لم نتوقع أن تصبح واقعا مرا حول النكتة إلى لعنة تلاحق يوميات المواطن البسيط. الحاجة مرهقة وضيق الحال مهلك، فكيف سيملأ الفقير أفواها جائعة دون عبور جسر "الحكرة" وتجرع سم الأرقام الوقحة لأسعار لا ترحم وأحرقت الجيوب. ماذا عن استقرار بعيد المنال بعد أن صارت العلاقات تحكمها "الدراهم" لا القيم، وماذا عن طموح شباب مغربي أنهكه الخذلان أمام واقع البطالة والجشع؟ إن الصدمات المتتالية التي يتلقاها المواطن المغلوب على أمره، غير شريفة وكفيلة أن ترسم سيناريو النهاية للشخص المهزوز، وبالتالي فمن العجيب ألا يصاب المغاربة باضطرابات نفسية وعقلية. ولا يمكن أن نتجاهل تورط المجتمع والوضع الاجتماعي من يتم وفقر وخيانة، أو تجاهل دور الحبوب المهلوسة في إيقاظ الخطر. لا يمكن تجاهل ذلك والتفكير في الهروب من هجوم المجتمع والبحث عن الاعتراف. وبالتالي وضع حد لمهزلة الحياة بالانتحار حلا أخيرا ينهي ما تبقى من جلد الذات. ولعل مدينة شفشاون بكل زرقتها الصافية، تعكس حقيقة الأزمة النفسية والهشاشة الاجتماعية اللتين تمنحان شبابها حبلا مجانيا حتى تخنق آخر نفس من الأمل. آسية أسحارت (إعلامية) الوضع مخيف الوضع مخيف وتؤكده التقارير المثبتة إصابة نصف المغاربة باضطرابات وأمراض نفسية، لأسباب وعوامل ومؤشرات متنوعة يحتل فيها العامل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، دورا هاما كما غياب ثقافة الطب النفسي لدى معظم المغاربة ممن ما زالوا يعتبرون زيارة الطبيب النفسي، وصمة عار مجتمعي، رغم أنه أساسي. الحقيقة المرة في مجتمعنا أن المغربي يخاف زيارة الطبيب النفساني درءا لكلام الناس المحيطين به ومتهميه بالجنون، لذلك تجد القليلين من يقصدون الطب النفسي للعلاج من مشاكل نفسية، وهم في أغلبهم من الطبقة الميسورة ماديا. وبالتالي هذه الثقافة وتحاشي العلاج، يؤزمان الوضع ويرفعان من نسبة مرضانا. هناك أيضا أسباب وعوامل أخرى مسؤولة عن تنامي وتزايد حدة الاضطرابات والأمراض النفسية بينها الفقر وارتفاع الأسعار والبطالة وعوامل أخرى تسبب بشكل أو بآخر، للعديد من المواطنين، في الدخول في دوامة التفكير المتزايد بشكل يومي ومستمر قد تنتج عنه الإصابة بعدة أمراض له ا علاقة بالأعصاب. كثير من المغاربة تضطرهم ظروفهم ومحيطهم للدخول في حالة اكتئاب يتحاشون العلاج منها، ما يتطور لاستفحال الأزمة النفسية قبل اللجوء للانتحار بأي وسيلة، ظاهرة أصبحت متفشية في عدة مناطق كشفشاون وتاونات اللتين تشهدان نسبة كبيرة من حالات الانتحار، وحيث يعشش الفقر والبطالة. سفيان الناصري (طالب مجاز في شعبة القانون الخاص) قلق الواقع إن الارتفاع المهول لنسبة الاضطرابات النفسية أو ما يعرف بالمرض القاتل، يدعو للقلق ويحتاج أخذه بعين الاعتبار وتدارك مسبباتها وكل الدوافع التي تجعل الشخص يختار الموت شنقا أو بأي طريقة، على حياة مرة ومؤلمة في تفاصيل جزئياتها وما قد يرافق ذلك من اكتئاب وعزلة شخصية ومظاهر أخرى. برأيي فارتفاع الأسعار له علاقة بالضغط النفسي الذي يعاني منه المواطن المقهور والمغلوب على أمره الذي يعيش في ظروف مزرية وقد كل ومل من السعي وراء لقمة عيش يريده كريما ولا يتحقق له، ما يجعله يدخل في دوامة لا متناهية من الضغط النفسي المستفحل بتأثير ظروف أخرى اجتماعية واقتصادية عليه. الواقع تفحم أكثر مما كان كما آمال عامة الناس سيما البسطاء منهم، الذين يعانون من ارتفاع نسبة البطالة وغلاء الأسعار والزيادة في المواد الأساسية والاقتطاعات الشهرية المؤرقة للجيوب في غياب الزيادة في الأجور، فكيف لمن يعيش كل هذه الظروف وما يوازيها من ظواهر وسرقة وطلاق وإدمان وهجرة نحو المجهول، ألا ينتحر. الضغط النفسي أرق الجميع حتى المصنفين ضمن الطبقة المتوسطة، إذ أن الكل تساوى وتضرر بهذه الزيادات في انتظار تدخل الدولة وسماعها نبض الشارع المخنوق غضبا والصابر مراعاة لمصلحة البلد. إطلاق تدابير استعجالية تخفف من وطأة الأزمة والحفاظ على التوازنات الاجتماعية، أمر ضروري تلافيا لاحتقان أشد. لبنى البراهمي (جمعوية) استقاها: حميد الأبيض (فاس) فقدان مصدر الرزق أرى أن للاطضرابات النفسية والعقلية، أحيانا، علاقة بمدى تحقيق الأمن الاقتصادي المجتمعي خاصة في قطاع المقاولات باعتبارها آلية أساسية لتوفير مناصب الشغل الذي يعتبر المصدر الأساسي للعيش، مما ينعكس بالضرورة على استقرار المجتمع وتحقيق مقومات أمنه، سيما أن هذه المقاولات تتمركز في المدن الكبرى والمتوسطة ولها أهمية بالغة في احتواء الهجرة القروية. وللأسف فقد عرفت معظم المقاولات شللا كليا لأسباب عدة أهمها جائحة "كورونا" وأثرها البالغ، خاصة على القطاع السياحي، وكذلك الحرب الأوكرانية الروسية التي جاءت إثر بداية بوادر الإنعاش الاقتصادي بعد الجائحة، فكانت فاتورتها باهظة على القطاع الاقتصادي بزيادات مهولة في معظم المواد خصوصا الخشب والحديد والزجاج والغازوال... مما أدى إلى توقف عدة مقاولات وتم توقيف بعض العمال، ما جعلهم غير قادرين على تلبية حاجيات أسرهم بعد أن فقدوا مصدر رزقهم، فدخل بعضهم في دوامة الخوف والقلق من المستقبل وما ينتج عن ذلك من اضطرابات وأزمات نفسية. عبد المجيد المودن (فاعل اقتصادي) ضغوط اقتصادية لا شك أن تزايد الضغوط الاقتصادية مع التحولات التي يعرفها العالم، والتي تؤثر بشكل أو بآخر على المغاربة، تعتبر سببا رئيسيا للاضطرابات النفسية بين الناس، خاصة أن التحولات الاجتماعية التي تتغير بشكل رهيب بالموازاة مع التطور التكنولوجي، تسلب من الناس قيم الحياة البسيطة وتجعل الحياة أمامهم أصعب وأكثر تعقيدا من الماضي، الشيء الذي يؤدي بالضرورة إلى انتشار ظواهر رفض الواقع والانسحاب لعوالم نفسية أخرى تفسر لدينا بالاضطرابات العقلية والنفسية، والتي تصل في كثير من الحالات إلى وضع حد للحياة عبر الانتحار. عموما في اعتقادي تبقى العوامل الاقتصادية وصعوبة العيش الكريم أهم أسباب الاضطراب النفسي والعقلي بين الناس، إضافة إلى عوامل أخرى أقل حدة كتحول نمط الغذاء وتعاطي المخدرات والتغير المناخي وكلها أسباب وجيهة لذلك. بالمقابل، هناك عزوف لدى المواطنين عن اللجوء للطبيب النفسي ولو على سبيل الاستشارة، لأن الجمهور يعتبر الأمر وصما مجتمعيا غير لائق وهو أمر خاطئ يزيد حدة المرض ويعمقه ويساهم في تطوره، خاصة في بعض المهن وبين الأزواج وعند تربية الأطفال... محمد سعيد السوسي (إعلامي) الغلاء وتدهور الظروف إصابة المغاربة بأمراض واضطرابات نفسية ظاهرة قديمة، إلا أنها لم تكن معروفة بسبب التعتيم الإعلامي من جهة، وعدم الإفصاح عنها من قبل الأسر المغربية من جهة ثانية، باعتبارها وصمة عار يتم نسبها إلى عامل السحر والشعوذة والجن. مع غزو الأنترنت لمختلف جوانب الحياة اليومية وانتشار المواقع الإخبارية والتثقيفية والاجتماعية، وحتى "التشهيرية"، صارت الحياة الشخصية والأسرية تحت مجهر الجميع. بالمقابل، ازداد عدد أطباء الأمراض النفسية والعقلية والمرشدين الاجتماعيين والمهتمين بالتنمية الذاتية. وهي عوامل ساهمت في إخراج الأمر من قيد "الطابو" إلى الإطار الطبي والعلمي. ولأن لكل مرض وداء سببا، فإن السؤال الرئيسي المطروح هو ما هي أسباب انتشار الظاهرة بالمجتمع المغربي؟ في رأيي الخاص، وبحكم طبيعة الإنسان المغربي التي تتميز بتحمل الصعاب والصدمات، فإن أغلب المشاكل الاجتماعية والعاطفية والدراسية يتم تجاوزها والتغلب عليها، ما عدا العوامل والأزمات المادية، فتبقى في نظري هي المحور والسبب الرئيسي في تفشي ظاهرة الأمراض النفسية والعقلية، وهي العامل الأول وراء ظاهرة الانتحار، خصوصا خلال الفترة الأخيرة التي تتميز بالغلاء وتدهور الظروف المعيشية. سعيد ريان (أستاذ) استقاها: يوسف الجوهري (تطوان) تهميش وبطالة لا شك أن الحياة اليومية وتغيراتها المضطربة، غالبا ما يترتب عنها نوع من الضغوطات النفسية بشكل متفاوت وبمدى كثافة التعرض اليومي للتغيرات البيئية والاقتصادية، خاصة منها الاجتماعية كالقلق والاكتئاب والفصام، المترتبة عن الفقر المدقع والتهميش والبطالة والفشل والرسوب والتفكك الأسري وسياسة الحكومة. وتعتبر الأمراض النفسية أو الاضطرابات النفسية، حالات تؤثر على أداء الفرد، ومشاعره، وأفكاره، وسلوكياته، كما أنها قد تتداخل مع قدرة الشخص على القيام بالمهام اليومية، وعلاقاته الاجتماعية والوظيفية، وجوانب الحياة الأخرى الهامة. فإذا كانت بعض الأمراض، كارتفاع ضغط الدم والسكري، يطلق عليهما الآن أمراض العصر، فإن الأمراض النفسية والعقلية هي الأخطر والأوسع انتشارا في مجتمعنا المعاصر، لأن معرفتها والإقرار بوجودها يتصل بثقافة الفرد والمجتمع وارتباطها ببيئة الإنسان وواقعه الاقتصادي والاجتماعي والعاطفي. وهذا ما يؤثر سلبا على أداء الفرد ومشاعره وأفكاره وسلوكياته، كما أنها قد تتداخل مع قدرة الشخص على القيام بالمهام اليومية المنوطة به، وعلاقاته الاجتماعية والوظيفية. حسني العلوي (أستاذ) الحاجة والحرمان إذا كانت البطالة في بلادنا تعد مشكلة اقتصادية، فهي في الوقت نفسه تعتبر مشكلة نفسية واجتماعية وأمنية، بل وحتى سياسية. وجيل الشباب اليوم هو جيل العمل والإنتاج، لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة، وتعطيل تلك الطاقة الجسدية بسبب الفراغ والفقر والوضع الاجتماعي الكارثي، سيما بين الشباب، يؤدي إلى أن ترتد عليه تلك الطاقة لتهدمه نفسيا مسببة له مشاكل كثيرة معقدة، قد تصل في بعض الأحيان إلى الإطاحة ببعض الحكومات، في حالات التظاهر والعنف والانتقام الموجهة ضد الفساد والحكام وأصحاب رؤوس المال، باعتبارهم المسؤولين في نظر العاطلين عن الاضطرابات النفسية الحادة التي يعانونها، والتي يترتب عنها تفشي البطالة وتنامي الإجرام في الأحياء الفقيرة المهمشة على وجه الخصوص. فهناك الآلاف من العاطلين عن العمل ببلادنا من جيل الشباب، يعانون الفقر المدقع والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، وعجزهم عن تحمل مسؤولية أسرهم، بسبب آثارها السيئة على الصحة النفسية لهذه الفئة المنسية، إذ تعتبر نسبة العاطلين في بلادنا مقياسا هاما لمستوى الصحة النفسية والعقلية التي يعيشها السكان، كما أن لها آثارا سلبية أيضا على الصحة الجسدية والاجتماعية، لأن تأثيرات الفضاء الخارجي تنعكس إما سلبا أو إيجابا على نفسية أفراد المجتمع، حيث كلما كان الفضاء سليما ويتميز بالاستقرار والأمن والطمأنينة، كلما قلت الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية، والعكس صحيح. وهناك نوعان من الأمراض النفسية، الذهنية التي تنتج عن تسمم في الدماغ إما بسبب تعاطي الكحول أو المخدرات وغير ذلك، والعصابية كالقلق والخوف والاكتئاب الناتجة عن الضغط النفسي الذي يمارس من الخارج على الداخل. كما أن الفضاء الاجتماعي في بلادنا فضاء "مرضي" بطبعه، حيث انتشار الفساد والجريمة والكوارث وغيرها، الأمر الذي يفقد الإنسان الشعور بالطمأنينة، مما يعرضه لضغوطات نفسية تؤدي به إلى أمراض عقلية مستعصية. الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية من قبيل الهشاشة التي يعانيها كثير من المغاربة والبطالة والغلاء وسوء ظروف السكن والنقل يمكنها أن تسبب للفئات الهشة ضغوطات نفسية قوية تؤدي في غالب الأحيان إلى إصابتهم بأمراض نفسية يصعب علاجها، خاصة في الوقت الراهن، حيث تفشي الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ولا حياة لمن تنادي. عمر مزاح (أستاذ) "لست على ما يرام" جملة بسيطة في تركيبها، لكنها ثقيلة الوقع علي. إنها نوع من اختراق الحاجز النفسي للكشف عما يعتمل داخل النفس. من يجرؤ على مثل هذا الاعتراف، في مجتمع يعتبر أن الاضطراب النفسي هو ابتلاء يكاد يكون في مستوى الفضيحة. ففي عرف السائد الاجتماعي، يوصم من يعاني اضطرابات نفسية ب"الجنون" أو بما هو في مقامه. بينما تتكاثر العوامل والمسببات الخارجية الكفيلة بخلخلة التوازن الداخلي للإنسان المعاصر. وتعد الاضطرابات النفسية، وما يترتب عنها من أمراض عقلية خطيرة، إحدى المشكلات الرئيسة التي تواجه الصحة العامة ببلادنا. ويهدف المسح إلى التعرف على نسب الإصابات بتلك الأمراض التي لا ترتبط الإصابة بها بشريحة أو عرق دون آخر، فهي يمكن أن تصيب الأفراد في مختلف الأعمار ومن الجنسين وكذا الثقافات والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والتي يمكن أن يسهم انتشارها بين أفراد المجتمع في أضرار جسيمة، سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي والأداء الوظيفي، مما يسبب إشكاليات اجتماعية عدة على الصحة النفسية للمواطن المغربي، خصوصا مع تزايد الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية، التي نجمت عن تداعيات الحرب الأوكرانية وفيروس كورونا. حيث الجميع في بلادنا يعتقد أن صحته النفسية ليست على ما يرام. جمل وعبارات من قبيل "أشعر باكتئاب"، أو "مزاجي ليس على ما يرام"، أو "أفضل تجنب الناس"، أو "وصلت آخرتي"، أو "أفكر في الانتحار" وغيرها كثير يتداولها المغاربة من الجنسين على مدار اليوم. كلها مظاهر تلقي بِغيومها السوداء على مدينة مكناس. مظاهر تتنوع من حيث الحدة والقوة والتردد العددي. ففي ظل وضعية مكناس غير المحصنة بسياسة التمكين والتنمية الأفقية، تبرز مظاهر الانتحار والتسول والتشرد لعدة أسباب كمية تراكمية. قد لا نلزم رأينا بأن مكناس هي الوحيدة التي تحتضن هذه المظاهر الاجتماعية غير الإنسانية، بل نقول إن هذه الظاهرة الاجتماعية تعم الوطن ككل ، لكن بمكناس لها بيان السبق والتطور السلبي. محسن الأكرمين (أستاذ) استقاها: حميد بن التهامي (مكناس) أمراض الاختناق المروري "الكل يسوق بطريقة فوضوية وعنيفة دون أدنى احترام للمارة"، هكذا علق (م.خ)، فاعل جمعوي، على الازدحام المروري، وتداعياته على الحالة النفسية "لا أجد مبررا لتهور بعض السائقين أثناء القيادة واستعجالهم، وانفعالاتهم المبالغ فيها، كما لو يتحينون الفرصة للمبارزة والقتال"، فيما عزا آخر، ممن تحدثت إليهم "الصباح"، أسباب الظاهرة إلى مشاكل نفسية، مثل القلق والاكتئاب وعدم التحكم في الغضب والتوتر. والغريب في الأمر أن معظم مستعملي الطرق، عدا حالات نادرة جدا، يتباهون بأسبقية المرور على حساب الآخر، حتى ولو اضطره إلى عدم احترام قانون السير، معتبرا ذلك نوعا من المهارة، أو "القفوزية"، ليصل إلى مراده بأقصى سرعة ممكنة، وهو السلوك، الذي اعتبره أستاذ جامعي (إ.خ) تربويا بالدرجة الأولى، وعدم نجاعته، بمعنى أنه يتكئ على مفاهيم خاطئة، وتابع "إن الشارع هو المؤشر الوحيد على جودة أو فشل أساليب التربية". وتكاد تجمع كل الدراسات أن علاقة السائق بسيارته تتحكم فيها ظروف نفسية واجتماعية قد تؤثر على أدائه أثناء قيادة السيارة، كما تنتج عنها آثار سلبية وخيمة في الكثير من الأحيان، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحالات النفسية الدائمة والآنية والمرضية. وتوجد عوامل مشتركة بين من يمتهن القيادة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يؤكد تشابه أسباب حوادث السير، ووجود نمط عام لسلوك سائق يتسم بالميل إلى المخاطرة، وعدم اتباع قواعد السلامة، ومراعاة النظم وآداب السير، الذي ينبغي أن يسود بين مستعملي الطرق. وتبقى الحالة النفسية المرضية الأكثر خطرا وسط السائقين بمختلف أعمارهم، وتشمل العديد من الاضطرابات، التي تؤثر على قدرة السائق على القيادة بالشكل المناسب، منها الإدمان على المخدرات والمهدئات والمنبهات والقلق الدائم، وسوء معاملة سائق آخر، أو عابر طريق، الأمر الذي يتسبب في حوادث مميتة، إما بسبب شجارات، أو للسرعة المفرطة، الناجمة عن الاضطرابات النفسية. (م. خ) فاعل جمعوي استقاها: عيسى الكامحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

‭"‬شوف‭ ‬تي‭ ‬في‭" ‬تتجاوز‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬مشاهدة

ميلاد‭ ‬مؤسسة‭ ‬للتراث‭ ‬الموسيقي‭ ‬

مقالات ذات صلة