ضحايا البطالة والفقر و”الحكرة”

مضطربون يرتكبون جرائم بشعة ويعتذرون أمام المحاكم وجدت بلادنا نفسها أمام تصنيفات جديدة حول ارتفاع المصابين بالاضطرابات النفسية، تتجلى في تزايد جرائم خطيرة هزت مجموعة من المدن، في الآونة الآخيرة. ووفقا لملفات طبية عرضها محامون على الهيآت القضائية لموكليهم، حضرت "الصباح" العديد منها داخل محاكم الدائرة القضائية بالرباط، يظهر علاج بعض المتسببين في حوادث مؤلمة من أمراض نفسية، توضحها اعترافات المتهمين لا تخرج عن أسباب الوقوع في مطبات البطالة والفقر والتهميش، وأيضا الإحساس ب"الحكرة". ويؤكد المحامي حاتم عريب من هيأة المحامين بالرباط، أن القاسم المشترك للمتورطين في مجموعة من الجرائم، سواء كانت عنيفة أو بسيطة، لا تخرج عن إطار التهديد، سيما في حق المرأة بسبب جنسها، أسبابها اقتصادية محضة، أولها الفقر والهشاشة الاجتماعية، وصعوبات في إدماج هذه الشريحة في النسيج الاقتصادي والسياسي لبلادنا، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية والمنظمات الشبابية الموازية لهذه الأحزاب والنقابات أيضا مسؤولة عن مسببات هذه الأمراض والتصرفات اللا أخلاقية. وأكد المتحدث نفسه أنه للخروج من هذه الدوامة لا بد من إعادة النظر في مجموعة من الأمور، أولها التشغيل ومحاربة البطالة ورفع التهميش عن المقهورين، وتوفير السكن اللائق والقضاء على دور الصفيح، مضيفا أن البيئة التي تعيشها داخلها هذه الشريحة تعطي نموذج إنسان مضطرب نفسيا، على استعداد للقيام بتصرفات غير أخلاقية، لكن ما لا ينتبه إليه العديد من المتتبعين، هو أن هذه الشريحة تعتذر أمام القضاء وتعبر عن ندمها من سوء تصرفاتها، سواء كانت جرائم عنيفة، كالقتل والتنكيل بالجثث، أو من خلال جنح بسيطة، كالعنف والتحرش والتهديد بارتكاب جرائم. ويشدد المتحدث نفسه على أن العودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر بها، تؤكد بثقة متجلية أنواعا مختلفة من الأمراض تختلف حدتها من شخص إلى آخر، سيما من قبل الذين يرتكبون باستمرار جرائم القذف والسب والشتم والتشهير، وهذه القضايا تظهر أمام القضاء حينما يتم تعميق المناقشة فيها، ما يدفع الهيآت القضائية إلى مراعاة ظروف التخفيف في حق المتورطين، في مثل هذه الجرائم. وللخروج من هذه المآزق، يقترح المصرح نفسه ضرورة توفر الإحساس بالمسؤولية، التي تشكل الوعي المجتمعي في الحقوق والواجبات، وإذا اقتنع المواطن المغربي بذلك، فنستطيع الحد نسبيا من الاضطرابات النفسية والإدمان على المخدرات، التي تكون أيضا سببا في تدهور الصحة الجسدية والنفسية والعقلية. عبد الحليم لعريبي

ضحايا البطالة والفقر و”الحكرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حقوقيون يطالبون بتكريم القوات العمومية

تفكيك عصابة تروج "السليسيون"

مقالات ذات صلة